للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الرسوم المفروضة على رفع القضايا في المحاكم، وخصص مرتبات للقضاة (س. فائق، تأريخ المماليك، ورقة رقم ١٦ دوحة الوزراء، ص ٢٥٠).

وولى داود باشا الحكم (عام ١٨١٦) بعد فترة سادتها القلاقل. وأخضع شوكة القبائل واستعاد النظام والأمن. وطهر بعض قنوات الري وأنشأ مصانع لانتاج القماش والأسلحة وشجع الصناعة المحلية. وشيد ثلاثة مساجد كبيرة أهمها مسجد حيدر خانه. وأنشا ثلاث مدارس وبنى سوقًا بجوار القنطرة. ونظم جيشا قوامه حوالي ٠٠٠ ر ٢٠ جندى واستقدم ضابطًا فرنسيًا لتدريبه. وعادت إدارته القديرة الذكية بالرخاء على المدينة. ومهما يكن من شيء فإنه اضطر إلى فرض مكوس باهظة في بغداد. وكان سقوط حكم داود ونهاية عهد المماليك نتيجة سياسة محمود الثاني التي اتسمت بالمركزية والإصلاح، وإلى جانب الطاعون الوبيل، والقحط، والفيضان التي تأثر بها معظم سكان المدينة (١٢٤٧ هـ = ١٨٣١ م؛ حديقة الزوراء، [الطبعة المختصرة]، مخطوطة، ورقة رقم ٤٣ - ٤٤، ٥٥ - ٥٦؛ ا. ر. سويدى: نزهة الأدباء، مخطوطة، ورقة رقم ٤١ - ٤٢؛ مرآة الزوراء، ص ٥٩؛ س. فائق: تأريخ المماليك مخطوطة، ورقة رقم ٣٩ - ٥٢؛ Gazetteer جـ ١، ص ١٣١٦ Frazer: TraveLs، جـ ١، ص ٢٢٤ - ٥؛ Hand book of Mesopotamia, جـ ١، ص ٨٠ - ٨١).

وقد نقل النظام الإدارى ببغداد على نطاق صغير من نظيره في الأستانة. واحتفظ الباشا بالسلطة العسكرية والإدارية العليا. وكان الكتخدا (أو الكخيا) وهو أشبه بالوزير، على رأس الإدارة، يعاونه الدفتر دار الذي كان مديرًا للمالية وديوان أفندى سى أو رئيس الحجاب. وكان ثمة رئيس لحرس القصر وأغا للإنكشارية. وكان القاضي على رأس السلطة القضائية. وكان الباشا يدعو الديوان الذي يضم الكخيا والدفتر دار والقاضي والقائد والشخصيات الكبيرة الأخرى لمناقشة المسائل الهامة، وكان في القصر بيتان بهما مدرسون ومعلمون (لالات) لتعليم المماليك (جودت، جـ ٢، ص ٢٨٧؛