وسكان الواحات قادمين من نواح شتى في برقة كما وفد عدد قليل من الأوربيين، وبلغ عدد سكان المدينة في أوائل القرن التاسع عشر ٥.٠٠٠ نسمة، وزادوا إلى ١٥.٠٠٠ حوالي سنة ١٩٠٠، ويدخل في هؤلاء ألف إيطالى ومالطى ويونانى، و ٢.٥٠٠ من اليهود. وارتفع عدد سكان المدينة إلى ٩.٠٠٠ نسمة حين نزل الإيطاليون ببنغازى سنة ١٩١١.
وكانت بنغازى من قبل قصبة ولاية تركية، وأصبحت من ثم قاعدة الجزء الشرقي من مستعمرة ليبيا، ولم تهدأ الأحوال بها إلا سنة ١٩٣١. وقد ربطتها سكة حديدية بسلوق في الجنوب (٣٥ ميلا) والمرج في الشرق (٦٨ ميلا) وأصبحت آخر محطات الطريق الذي يساير خليج سرت الأكبر وكذلك الطرق التي تتشعب قاطعة الهضبة الشمالية قلب البلاد. وأقيم ثغر جديد تحميه سد لحجز الأمواج، وزودت المدينة بالمرافق البلدية شأنها شأن البلدان الأوربية. وكانت المدينة القديمة قد أقيمت في نطاق رباعى طوله ٧٠٠ متر وعرضه ٣٠٠ متر ليكون شكلها منتظما انتظاما لا بأس به، وقد رمم المسجد الجامع الذي يرجع إلى القرن السادس عشر. وأقيمت ضاحية جديدة خططت تخطيطا يدل على السخاء جنوبي بنغازى القديمة في اتجاه الضاحية السالفة البركة التي كانت قد نشأت محيطة بالثكنات التركية. وبلغ عدد سكان بنغازى سنة ١٩٣٨: ٦٦.٨٠٠ نسمة، ٢٢.٠٠٠ منهم إيطاليون.
وثغرها أنشط ثغور برقة، وتقوم عدة صناعات في المدينة، وهي: الجلد والأحذية، والأثاث، والبناء، ومعالجة سمك التونة، وكان اليونان والإيطاليون يصيدون السمك في خليج سرت الأكبر، وقد زاد ذلك هو وقيام الملاحات على الساحل، من فرص توظيف الناس.
وقد عانت بنغازى الكثير من ضربها بالقنابل في أواخر سنة ١٩٢٤، ومن مغادرة سكانها الإيطاليين لها، فقد انسحبوا منها كما انسحبوا من برقة بأسرها عند وصول الجيش الثامن البريطانى.