يترك أثرًا، وأصبح البيمارستان الذي أقامه هناك السلطان السعدى عبد الله الغالب بالله (٩٦٥ - ٩٨١ هـ = ١٥٥٧ - ١٥٧٤ م) سجنًا للنساء (انظر الناصرى: كتاب سصاء، الترجمة، جـ ٥، ص ٦٣).
وفي سنة ١٢٤٧ هـ (١٨٣١ - ١٨٣٢ م) أقام السلطان العلوى مولاى عبد الرحمن في سلا بيمارستانا ملحقًا بضريح سيدى ابن عاشر. ولا تزال آثار البيمارستانات القديمة -التي اختفت أو بطل استعمالها- باقية في بعض مدن مراكش كما هي الحال في الرباط والقصر (انظر Textes: L. Brunot arabes de Rabat جـ ٢، الحاشية ٧٥٣٢) وكذلك في طنجة.
وكان المجذومون (الجمع الجذمى أو تلطفا: المرضى) يسكنون في حي خاص يعرف بالحارة خارج المدن، وقد أنزلوا في فاس خارج باب الخوخة على طريق للمسان. ونقلوا في النصف الأول من القرن الثالث عشر إلى كهوف خارج باب الشريعة، ثم أقيموا سنة ٦٥٨ هـ (١٢٦٠) في كهوف أخرى خارج باب الجيسة. وكانوا في أوائل القرن العاشر الهجرى (السادس عشر الميلادي) يعيشون في بلدة قرب سوق الخميس (انظر القرطاس، طبعة الرباط سنة ١٩٣٦، جـ ١، ص ٥٣ - ٥٤؛ Description de l'Afrique: Leo Africanus، ترجمة Epaulard، جـ ١، ص ٢٢٩) وكانت الحارة بمراكش، في الأصل، خارج باب آغمات حتى نقلها في آخر القرن العاشر الهجرى (السادس عشر الميلادي) السلطان السعدى المنصور خارج باب دكالة.
وفي تونس أقام السلطان الحفصى أبو فارس أول بيمارستان لفقراء المسلمين أو غربائهم أو معتليهم، وقد تم هذا البيمارستان سنة ٨٢٣ هـ (١٤٢٠ م، انظر الزركشي: تاريخ الدولتين، طبعة تونس سنة ١٢٨٩ هـ، ص ١٠٢). وفي غرناطة أقام السلطان النصرى محمد الخامس بيمارستانا فخمًا لمرضى المسلمين وفقرائهم. وقد جاء في النقش الذي على أساسه:"فاخترع به حسنة لم يسبق إليها من لدن دخل الإسلام هذه البلاد"، ولربما