المعروف بحوش المرايات. وقضى الشطر الأكبر من حياته في الرحلة لتنظيم شئون طريقته، وظلت مدينة فاس مقره الرئيسى حتى وفاته ودفن بزاويته فيها.
٢ - مذاهب أصحاب الطريقة ورياضاتهم: يسمى أصحاب الطريقة بالأحباب وقد حرم عليهم الانخراط في طريقة أخرى؛ ويقوم الذكر عندهم عادة على ترديد عبارات بعينها (مائة مرة في العادة) في أوقات معينة من اليوم. وقد ترجم هذه العبارات ديبون Depont وكوبولانى Coppoani (ص ٤١٧).
٣ - تاريخ الطريقة: ولما مات منشئ الطريقة عام ١٢٣٠ هـ ترك ابنيه محمدًا الكبير ومحمدًا الصغير في كفالة محمود بن أحمد التونسى، وقد خلفه في الوصاية عليهما الحاج علي بن عيسى شيخ زاوية تجانية في تماسين الذي رشحه منشئ الطريقة شيخًا لها، ولما احتل الأمير الجديد يزيد بن إبراهيم قصر أبيهما في فاس أخذهما الحاج علي بن عيسى إلى عين ماضى، وتركهما مدة من الزمن يشرفان على الزاوية فيها، وعاد إلى تماسين. ويلوح أنه قد حدث خلاف بين أتباع الطريقة وأن هذا الخلاف ظهر في حياة منشئها الأول نفسه. فقد طرد الذين عرفوا بالتجاجنة من عين ماضى. وفي عام ١٣٢٥ هـ (١٨٢٠ م) طلب هؤلاء مساعدة حسن باى وهران فحاصر عين ماضى ولكنه أغرى بمبلغ كبير من المال وفشل فيما حاول من هجوم، فارتد عن القرية، وبعد ذلك بعامين هاجم باى تيترى، عين ماضى بلا جدوى. وقد شجعت هذه المحاولات ابنى منشئ الطريقة على مهاجمة الترك في مسكرة، ولكنهما فشلا في عام ١٢٤١ هـ (١٨٢٦ م) و ١٢٤٢ هـ (١٨٢٧ م) وقتل في هذه المحاولة الأخيرة محمد الكبير وشرع محمد الصغير- الذي كان يتولى بمفرده شئون عين ماضى- في الدعوة إلى الطريقة، وخاصة في الصحراء والسودان بإرشاد علي بن عيسى الذي بقى في تماسين، وكللت هذه الجهود بالنجاح؛ وعلى الرغم من أن قوة الجماعة وثروتها كانتا في ازدياد إلا أن كلا من على ومحمد لم يجسرا على القيام بأى محاولة حربية، ومن ثم