ولقد زار محمد الحافظ بن مختار بن الحبيب الملقب بالبَدَّى منشئ الطريقة في فاس حوالي عام ١٧٨٠ م، وتلقى منه الأمر بنشر الدعوة بين البدو المقيمين في الجنوب الأقصى من مراكش، وفي عودته إلى بلدته عن طريق شنقيط وتجكجة قام بدعوة ناشطة جدًّا للتجانية، حتى إذا كان عام ١٨٣٠ - وكانت وفاته حول هذا التاريخ - أطمأن باله بانضمام قبيلة (إداة أو على" بأسرها إلى الطريقة (: Paul Marty Revue du Monde Musulman العدد ٣١، ص ٢٣٩).
وكثر دخول الناس فيها أيام خلفه المتوفى عام ١٨٠٧ م، وكان أفراد الطريقة يقومون بفريضة الحج إلى مكة لا يردهم عنها عائق، وأضافوا زيارة إلى فاس لزيارة قبر المنشئ، وكانوا يقومون بذلك عادة قبل توجههم إلى مكة. وانتشرت الطريقة في غيانة الفرنسية على يد الحاج عمر بعد عودته من مكة الي دنكيراى التي أصبحت من أهم المدن المقدسة في هذه المنطقة. وحلت عقائد التجانية محل القادرية حيثما تكون. (المصدر المذكور: العدد ٣٦، ص ٢٠٢).
٥ - مصنفات الطريقة: وأهم كتاب يجمع مذاهبهم ورياضاتهم هو "جواهر المعاني وبلوغ الأمانى في فيض الشيخ التجانى المعروف كذلك بالكُنَاش"(القاهرة عام ١٣٤٥ هـ) ويقال إن هذا المصنف من إملاء منشئ الطريقة على حَرازم وهو أهم مرجع عن سيرته. وقد أحصى دييون وكوبولانى المصنفات الأخرى وكذلك فعل ليفى يروفنسال (Levi Provencal: Les Historiens de chorfa، باريس سنة ١٩٢٢، ص ٣٧٧).
وهناك معجم يضم أعيان الطريقة عنوانه "كشف الحجاب عن من تلقى مع التجانى من الأصحاب" صنفه أبو العباس أحمد بن أحمد العياشى سكيرج، (فاس سنة ١٣٢٥، ١٣٣٢ هـ)
المصادر:
(١). Revue Afric عام ١٨٦١، ١٨٦٤ (المواد التي كتبها أرنود (Arnaud