ثم أراد الله أن ينفخ فيه الروح فأمرها فدخلت فى فيه ثم فى دماغه ثم نزلت فى عينيه، ثم نزلت فى أنفه، ثم انتشرت الروح فى سائر جسمه كله فصار لحماً ودماً وعظاماً وعروقاً وعصباً. وفى رواية عن النبى [صلى الله عليه وسلم] أن الله خلق رأس آدم وجبهته من تراب الكعبة، وصدره وظهره من بيت المقدس وفخذيه من أرض اليمن ... إلخ (الطبرى. جـ ١، ص ٨٧ وما بعدها؛ الطبرى: التفسير، جـ ١، ص ١٥٩؛ المسعودى: مروج الذهب، جـ ١، ص ٥١ - ٥٣؛ الكسائى، ص ٢٣ - ٢٧؛ الثعلبى، ص ١٧).
وفى الرواية اليهودية أن الطين الذى خلق منه جسد آدم قد أخذ من مكان المعبد أو من العالم كله بألوان مختلفة، ثم صور أولا جسدا بلا روح "كوليم"(تركوم يروشلمى لسفر التكوين، الإصحاح الثاني، فقرة ٧؛ كتاب سنهدرين، ص ٣٨ أ؛ برقى ربَّا إليعزر، فصل ١١). ونجد رواية نصرانية من هذا القبيل عند كيبريان وأغسطين. وتحدثت الرواية الإسلامية بحسن صورة هذا الجسد وطول قامته. (انظر الثعلبي، ص ٢٢؛ سورة التين؛ الآية ٤) وكذلك الرواية اليهودية (برشيت ربا،
والكتب اليهودية تتبع قصة التوراة التى جاء فيها أن الحية هى التى أغوت الإنسان، وجاء فى كتاب (Kautzsch) Vita Adam ص ٥٢١، ، أن الشيطان تحدث بلسان الحية، وهذه هى الرواية النصرانية. (Cave of Tr، ص ٢٢، civitate Dei: Augustine De جـ ١٤، ص ١١، ابن العبرى: تأريخ مختصر الدول، ص ٧). ولا يتحدث القرآن إلا عن الشيطان فيقول إنه هو الذى أغوى آدم، على حين أدخلت الرواية الإسلامية الحية فى ذلك أيضاً، وتتحدث الحية بأمر إبليس (الطبرى: التفسير. جـ ٨، ص ١٠٧) أو أن الحية قد حملت إبليس فى فمها أو فى بطنها (الطبرى، ص ١٠٤ - ١٠٦). ويظهر