وأول ما صنف التفتازانى "شرح التصريف العزّى"، كتبه في السادسة عشرة ويقال إن ذلك كان بفريومد في شعبان عام ٧٣٨ هـ (١٣٣٨ م) وأتم "المطول" و "المختصر" و"المعاني" و "التلويح" بهراة وغجدوان وكلستان في الأعوام ٧٤٨ و ٧٥٦ و ٧٥٨ هـ. ويروى ابن عربشاه أن التفتازانى كان - كقطب الدين الرازي - من العلماء الذين اجتذبهم بلاط مغول القفجاق الغربية.
والواقع أن "مختصر المعاني" الَّذي أتمه في غجدوان عام ٧٥٦ هـ قد أهداه إلى محمود جانى بك. ويروى خواندمير أن التفتازانى استقر به المقام في خوارزم، ويؤيد هذه الرواية ما يقال من أن تواليفه التي أتمها في أعوام ٧٦٨، ٧٧٠, ٧٧٨ هـ قد كتبها هناك. ويقص لنا خواندمير أن التفتازانى قدم الجرجانى (Brockelmann كتابه المذكور آنفًا، جـ ٢، ص ٢١٦) إلى شاه شجاع عاهل المظفرية على فارس. ويروى خواندمير أيضًا أنَّه لما غزا تيمور خوارزم (ولعل ذلك كان بين , عامي ٨٧٠ - ٧٨١ هـ - ١٣٧٩ م) طلب ملك محمد السرخسى بن ملك معز الدين حسين كرت إلى ابن أخيه بير محمد غياث الدين بير على، وكان وقتئذ من بطانة تيمور، أن يستأذن مولاه في إيفاد التفتازانى إلى سرخس. فأذن تيمور، ولكنه عرف بعد ذلك فضله في العلم فأرسل إليه يستقدمه إلى سمرقند. وقعد التفتازانى أول الأمر عن إجابة دعوته معتذرلًا بأنه يتهيأ للسفر إلى الحجاز، فأرسل إليه يدعوه ثانية فانتقل إلى سمرقند وأكرم تيمور وفادته. وقدم صاحب التفتازانى القديم السيد الشريف الجرجانى سمرقند في أعقاب غزوة تيمور لشيراز عام ٧٨٩ هـ) (١٣٨٧ م) وانتهى التنافس بينهما إلى قطيعة ظهرت آثارها فيما نراه في بعض كتب الجرجانى من نقد لآراء منافسه.
وتوفى التفتازانى في سمرقند عام ٧٩١ هـ الموافق ١٣٨٩ هـ أو في الثاني والعشرين من المحرم عام ٧٩٢ الموافق ١٠ يناير عام ١٣٩٠ م (الفوائد البهية، ص ١٣٥) أو في الثاني والعشرين من المحرم عام ٧٩٣ الموافق ٣٠ ديسمبر سنة. ١٣٩٠ كما جاء في رسالة منسوبة للجرجانى (فهرس دار الكتب المصرية، ج ٢، ص ٢٤٢) وفي عام ٧٩٧ هـ (١٣٩٤ - ١٣٩٥) انظر حبيب السير)