شتى الجماعات السياسية للمجتمع الإسلامي، وهي الصحف التي تورطت بعد أكتوبر سنة ١٩١٨, سواء عن قصد أو بحكم الظروف، في الثورة والحرب الأهلية؛ وظهرت في المدة من فبراير سنة ١٩١٧ حتى نهاية سنة ١٩٢٠: ٢٥٦ صحيفة دورية في الأرض الروسية انتشرت في ٥٣ مدينة وقرية كبيرة؛ وصحافة الفترة الثورية وإن كانت أقل جودة من سابقاتها، إلَّا أنها حاولت بلوغ دوائر أوسع، وذلك بتوزيع أكبر وباستخدام لغة أقرب إلى حديث الشعب؛ وقد استمتعت اللغة التترية القازانية بتفوق لا يدانيه تفوق، ذلك أن نصف الصحف الدورية (١٣٩ بالضبط) التي كانت تنشر خلال هذه الفترة كانت بهذه اللغة؛ وقد جاءت اللغة التركية الآذرية بعدها بكثير، إذ لم يكن يصدر بهذه اللغة إلا ٣٩ صحيفة، وقد أعقبتها الصحافة التي تكتب بالأوزبكية (٣٧) والقزقية (٢١) والتترية القريمية (٧)؛ وكذلك ظهرت صحف أخرى سنة ١٩١٧؛ بالتركية (٢ في باطوم) وبالقومقية (٣ في نمير خان شورا) وبالأوارية والأبخازية واللكية.
وبدأ عصر جديد سنة ١٩٢١ مع انتصار الجيش الأحمر في الحرب الأهلية، هو عصر الصحافة السوفيتية، وتتميز عن الصحف الدورية المبكر بسماتها الواحدة وتوزيعها الواسع جدًّا وأخيرًا بظهور لغات جديدة؛ ووفقًا للنظام السوفييتى فإن ٦ لغات تركية ولغتين فارسيتين وتسع لغات أيبيرية قوقاسية من اللغات الإسلامية أصبحت لغات أدبية، وظلت تكتب بالحروف العربية حتَّى سنة ١٩٢٤ - ١٩٢٨، وفيما بين سنتى ١٩٢٨ و ١٩٣٠ كانت تكتب بالأبجدية اللاتينية التي استبدلت بها بين سنتى ١٩٣٨ و ١٩٤٠ الأبجدية الصقلبية القديمة؛ وهذه اللغات الجديدة هي لغات الباشاقر والقرغيز (قره قرغيز من قبل) والنوغاى والقره قلبق والأويغور (لغات تركية)؛ والكردية والتاتية (لغتان إيرانيتان)؛ ولغات الابخاز والقابرد والأديغة والججن والإنكوش والآبازه والدرغين واللزك وتبارسان (لغات أيبيرية قوقازسية)؛ وقد ازداد كثيرًا العدد الإجمالى للصحف الدورية وكان يوجد في الاتحاد السوفيتى سنة ١٩٥٤