أيام غزوة الإسكندر، وبذلك حفظ مملكته (ميديا الصغرى: إسترابون، جـ ١١، ص ١٣، ١) التى كانت قائمة فى الركن الشمالى الغربى من القطر الذى عرف من بعد بفارس (انظر ابن المقفع فيما أورده ياقوت، جـ ١، ص ١٧٢، المقدسى، ص ٣٧٥: آذرباذ بن بيوراسْف). وازدهرت دولة أتروباتيس تحت حكم الأشكانيين وأصهرت للبيت المالك. وتوفى آخر سليل لبيت أتروباتيس، كابوس يوليوس أرتوَزَدْ، فى رومة سنة ٣٨ م حين كانت المملكة قد ضمت بالفعل إلى ملك الأشكانيين (انظر عن تاريخها القديم: - Pauly - Wis sowa مادة Atropatene) وكان يحكم آذربيجان فى عهد الساسانيين مَرْزُبان، وحوالى نهاية هذا العهد كانت تتبع بيت فَرخ هُرْمزد (انظر Eranshahr: Marquar ص ١٠٨ - ١١٤). وكانت قصبة آذربيجان فى شيز أو "كنزك") التى هى عين أطلال "ليْلان"(جنوبى شرق بحيرة أرْمية)، وكان يقوم فيها معبد للنار مشهور كان يزوره ملوك عند اعتلائهم العرش. وقد نقلت النار من بعد إلى قلعة أشكانية أكثر مناعة هى QrBapuais B,Bapuic (وهى الآن تخت سليمان).
والفتح العربى لآذربيجان يرد بروايات مختلفة فى حوادث السنوات من ١٨ - ٢٢ هـ (٦٣٩ - ٦٤٣ م)، فيقال إن حُذيفَة بن اليمان فتح آذربيجان فى قدومه من نهاوند أيام الخليفة عمر. وقدمت حملات أخرى من شهرزور، وعقد حذيفة صلحاً مع المرزبان الذى كانت قصبته أردبيل، على أن يؤدى المرزبان ثمانمائة ألف درهم، ووعد العرب بألا يسبوا أحدا من أهلها، وأن يحترموا معابد النار والشعائر التى تقام فيها، وأن يحموا السكان من كرد (بدو) بلاشكان [البلاشجان] وسبلان، وشاتروزان [مياه روذان].
وكان أهل آذربيجان (وهم من أصل إيرانى) يتحدثون بجملة لهجات (المقدسى، ص ٣٧٥: سبعين لهجة قرب أردبيل). وكان شيوخ العرب ينزلون نواحى شتى: روّاد الأزدى فى إقليم تبريز؛ وبعيث الربيعة فى مَرَنْد، ومُر ابن على الرُدينى جنوبى بحيرة أرْمِية ... إلخ، ثم اندمجوا شيئاً فشيئاً فى الأهالى