للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قبل الفتح، على حين قدمت كتائب البربر التي أنفذها طارق عن طريق جبل طارق، وتجاه هذا المسجد بالذات صف النورمان (المجوس) قواتهم سنة ٢٤٥ هـ (٨٥٩ - ٨٦٠) حين استولوا عليه وحرقوه.- وقد أقام عبد الرحمن الثالث دار صناعة هناك لأساطيله، ومن هذا المرفأ قام قواده بحملاتهم الحربية على أدارسة مراكش، فلما سقطت الخلافة نهب البربر الجزيرة الخضراء سنة ٤٠١ هـ (١٠١١ م)، ومن سنة ٤٢٧ إلى سنة ٤٤٨ هـ (١٠٣٥ - ١٠٥٦ م) مكّن محمد والقاسم الحموديان لنفسيهما فيها خليفتين قبل أن تضم إلى إشبيلية.

وفي سنة ٤٧٩ هـ (١٠٨٦ م) سلمها المعتمد إلى يوسف بن ناشفين الذي شخص إلى الأندلس ليسحق ألفونسو السادس في الزَلافة. ولم بن يوسف عن تحصين المدينة وإصلاح المواضع الضعيفة في الأسوار، وقد عمل على أن يحيط المدينة كلها بخندق وجهزه بالأسلحة والمؤن، وأقام حامية منتقاة من خيرة جنوده. وفي عبوره للمرة الثانية أرسى في الجزيرة الخضراء وخرج منها ليضرب الحصار على بدو. واحتل الموحدون المدينة سنة ٥٤١ هـ (١١٤٦ م) وخرب القشتاليون إقليمها وإقليم رندة سنة ٥٦٩ هـ (١١٤٦ م) وسنة ٥٧٨ هـ (١١٨٢ م). وفي سنة ٦٢٩ هـ (١٢٣١ - ١٢٣٢) اعترفت الجزيرة الخضراء بابن هود. وضرب ألفونسو العالم الحصار على الجزيرة الخضراء من البحر في صيف سنة ٦٧٧ هـ (١٢٧٨ م) وعسكر جيش النصارى فيها في مارس سنة ١٢٧٩. وفي العاشر من ربيع الأول (٢١ يولية) هزم المرينيون أسطولا قشتاليا هزيمة نكراء. وأخذت الجزيرة الخضراء عنوة وأعمل القتل في المدافعين عنها. وقد اتخذها أبو يوسف في حملاته الأربع قاعدة لعملياته الحربية وبنى بالقرب منها قصر "البنية" السلطانى على نحو ما بنى القصر الذي بناه في فاس الجديدة. وتوفى هناك في المحرم سنة ٦٨٥ هـ (مارس سنة ١٢٨٦، وفي نفس هذا اليوم الذي توفى فيه بويع ابنه يعقوب في هذا القصر المعهود "قصر البنية". وعاد أبو الحسن على إلى سنّة المرينيين، أي سنة الجهاد، في الأندلس سنة ٧٤١ هـ (١٣٤٠ م) بعد أن هزم أسطول أمير البحر تنوريو - Ten