هارون من صحة هذه القصة، وكان في رحلة إلى مكة، عوَّل على الانتقام. وقد قتل جعفر بأمر من الخليفة هارون الرشيد من غير محاكمة، وذلك في آخر يوم من المحرم عام ١٨٧ هـ (٢٧ يناير ٨٠٣ م). وزج ببقية أفراد الأسرة البرمكية في السجن وصودرت أملا كهم. ومهما يكن من شيء فإننا لا نعرف على وجه التحقيق هل كانت العلاقة بين جعفر والعباسة هي السبب الحقيقي في تنكر الخليفة هارون لصفيه جعفر. والحق إن طول اعتماد هارون على وزرائه من البرامكة أصبح أمرًا غير محتمل، ثم إن سلطان البرامكة الذي لم يسمع بمثله من قبل كان يقتضي أمرًا من أمرين، إما رضوخ الخليفة التام لهم، وإما القضاء على البرامكة قضاءً مبرمًا. وذكرت تعليلات أخرى لهذه النكبة، فقد قيل مثلًا إن جعفرًا أطلق سراح الثائر يحيى بن عبد الله دون استئذان الخليفة فأسخطه عليه. ومهما يكن من أمر فإن الخليفة هارون قد حنق على جعفر لسبب ما، وإلا كان غضبه قد انصبَّ على أبيه رأس أسرة البرامكة، ومن المحقق أيضًا أن دسائس الفضل بن الربيع فعلت فعلها في هذا الشأن.
ومن المحتمل أن تكون هناك عدة أسباب حدت بهارون إلى القضاء على البرامكة.
المصادر:
(١) الطبري، طبعة ده غويه، جـ ٣، انظر الفهرس.
(٢) ابن الأثير، طبعة تورنبرغ، جـ ٦، ص ٨٢ - ١٦١.
(٣) ابن خلكان، طبعة فستنفلد، رقم ١٣١, ترجمة ده سلان, جـ ١، ص ٣٠١ وما بعدها.
(٤) Chalifen: Weil Geschichte der جـ ٢، ١٣٥ وما بعدها.
(٥) Der Islam im Morgen -: Mueller und Abendland جـ ١، ص ٤٩٧ وما بعدها.
(١) al - Ras-: E. H. Palmer Haroun chid، انظر الفهرس، مادة جعفر.