siecle en caracteres arabes Byzantion جـ ٢٢، سنة ١٩٥٢، ص ٦٣ - ٨٠.
خورشيد [ريتر H. Ritter]
(٢) ليس من اليسير أن نلخص تلخيصًا منهجيًا المعالم الرئيسية في فكر جلال الدين، لم يكن الرجل فيلسوفا (ورد في آثاره في كثير من الأحيان حملات على خواء الفلسفة العقلية الصرف)، وقد زعم أنه ليس شاعرًا ينهج نهج القدماء (وهو يجاهر في الديوان وفي المثنوى بكراهيته للأوزان والقوافى والصناعة الشعرية) ولكنه كان فوق كل شيء عاشقًا لله يعبر عن مشاعره على نحو شعرى متحرر عارم، فانشأ بذلك أسلوبا فريدا في الأدب الفارسى بأسره. وقد أمكن من الناحية التاريخية تتبع آثار الفكر الدينى والسياسى للغزالى وابن عربي وسنائى والعطار فيه. وريما بولغ في أهمية أثر ابن عربي فيه، والبيان التالي يلم بأوجز ما يمكن النزعات الرئيسية في فكر جلال الدين. والشواهد من المثنوى أخذناها من ترجمة نيكلسون المذكورة في المصادر:
الله: يظهر أن التعالى المطلق لله لم يتصوره جلال الدين من حيث المكان والعقل فحسب بل من حيث الأخلاق. فالله هو القيمة المطلقة والخير والشر منتسبان إليه وهما رهن مشيئته (جـ ٢، ص ٢٦١٧). والحقيقة موكلة بعالم العدم، والوهم والوجود، والجوارح والألوان (جـ ٢، ص ٣٠٩٢ - ٣٠٩٧) والله فوق العدم والوجود. وهو يصنع في العدم الذي هو مكان صنعه (جـ ٢ ص ٦٨٨ - ٦٩٠؛ جـ ٢، ص ٧٦٠ - ٧٦٢؛ جـ ٤، ص ٢٣٤١ - ٢٣٨٣) وبهذا المعنى يصعب التحدث عن وحدة حقيقية للوجود عند جلال الدين. ومهما يكن من شيء فإن السببية أمر غريب كلية عن اتجاه فكره.
الخلق: يظهر أن جلال الدين يقبل فكرة الأشعرى القائلة بعدم اتصال الزمان والخلق فالله يخلق ويهلك الكل في آنات من الزمن غير متصلة (جـ ١، ص ١١٤٠ - ١١٤٨) وهو يخلق الأشياء بأن يهمس كلمات ساحرة في آذانها وهي بعد نائمة في عالم العدم (جـ ١، ص ١٤٤٧ - ١٤٥٥)