أحمد محمد شاكر (١) لا قيمة لهذا في التدليل على أن كلمة "عدن" معربة أو منقولة عن التوراة، وهي كلمة عربية خالصة "عدن بالمكان يعدن عدنا وعدونا، أي أقام، قال في اللسان: "وجنات عدن: منه. أي جنات إقامة، لمكان الخلد". فهذا أصل الكلمة. والعبرية التي كانت بها التوراة حين أنزلت، إن لم تكن فرعا محرفا عن العربية، فما تكون إلا أختا لها مشتقة معها من أصل واحد ولقد قلنا في مقدمة المعرب: "والعرب أمة من أقدم الأمم، ولغتها من أقدم اللغات وجودا، كانت قبل إبراهيم وإسماعيل، وقبل الكلدانية والعبرية والسريانية وغيرها، بله الفارسية. وقد ذهب منها الشيء الكثير بذهاب مدنيتهم الأولى قبل التاريخ". (٢) يكتب كاتب المادة طبعا على أساس عقيدته. في أنه لا يؤمن بنبوة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فينسب كل ما في القرآن إلى الرسول [صلى الله عليه وسلم]، ولكن المسلمين وغيرهم من أهل الإنصاف يثقون بأن هذا القرآن من عند الله، وأن الرسول [صلى الله عليه وسلم] يبلغ للناس ما أحى إليه. فليس له فيه إلا التبليغ فقط. وصفة الجنة والنار من الغيب الذي لا يعلم الإنسان حقيقته بقوة عقله وحدها. وليس له من سبيل إلى معرفتها إلا فيما جاء به الوحى عن الله على لسان رسله الصادقين، وخاتمهم محمد [صلى الله عليه وسلم]، فإن ظن كاتب المادة أن الفكرة في وصف الجنة في القرآن "مادية حسية" على كاتب المادة أن الفكرة في وصف الجن في القرآن "مادية حسية" على المعنى الذي يشعر به الناس في هذه الحياة الدنيا، وأه بذلك يجد مغمزا في القرآن، فما أرى ظنه صحيحا، ثم هو لا يضر الإسلام شيئًا. أحمد محمد شاكر