دومة الجندل وقتئذ في يد الأمير النصرانى أكيدر الكندى. وخضع الأكيدر ودخل في الإسلام، على أنه ارتد عقب وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) واختيرت دومة الجندل (أذرح في رواية أخرى) بعد وقعة صفين عام ٣٧ هـ (٦٥٧ م) مكانًا يلتقى فيه على ومعاوية. وغدت دومة الجندل الآن قرية صغيرة لا شأن لها.
وزار بوركهارت Burckhardt جوف السرحان عام ١٨١٢ ثم زارها يوتنك Euting بعد ذلك بسبعين سنة تقريبًا وجوف السرحان الآن مجموعة من القرى الكبيرة وتعرف بالأسواق تحيط بها البساتين والنخيل. وعدد مساكنها ثمانين ومائة وعشرين منزلًا، ومجموع سكانها ١٢ ألف نسمة تقريبًا. ويلى أمور كل قرية شيخ من أهلها. وكان غالب سكانها في الوقت الذي أقام فيها بوركارت من التجار والصناع الصغار (إسكافيون وحدادون ونجارون). وكانوا يبادلون العرب سلعًا بجمال. واضمحلت الآن تجارتهم وصناعتهم اضمحلالا، وهم من طائفة الوهابية في الغالب، وبلادهم أحد الأقاليم السبعة التي تتألف منها المملكة الوهابية. وكان يحكمهم وال من قبل هذه المملكة. وظلت جوف السرحان مستقلة بذاتها مدة طويلة بعد انهيار مملكة الوهابيين. وخضعت جوف السرحان عام ١٨٥٥ لبنى شمر أصحاب حايل. ويذكر الجغرافيون علاوة على الجوف وجوف السرحان السابق ذكرهما أماكن أخرى باسم الجوف، أحدها على الساحل ما بين مكة والمدينة على ما يقال.
المصادر:
(١) ياقوت: المعجم، طبعة فستنفلد، ج ١، ص ٨٢٥، ج ٢، ص ١٥٧ - ١٥٨، ٦٢٥ - ٦٢٩، ج ٤، ص ٣٢، ٧٦، ٣٨٩ وانظر الفهرس
(٢) سيرة ابن هشام، طبعة فستنفلد، ص ٦٦٨، ٩٠٣، ٩٩١
(٣) Erdkunde: Ritter ج ١٢، ص ٧١٣٧١، ٨٤٢؛ ج ١٣، ص ٣٤٣، ٣٦٢، ٣٧٧ وما بعدها ٣٨٩ - ٣٩٥، ٤٦٧
(٤) Der Islam im Mor- A. Mueller gen undAbendland، برلين سنة ١٨٨٥، ج ١ ص ٣٢٤ وما بعدها