الذى منع أيا سعيد من هجر قصبة ملكه. وعقد الصلح، واحتفظ أبو سعيد بمقتضاه بالضفة اليمنى لنهر جيحون، وظلت العلاقات بين الأميرين ودية حتى وفاة بابر فى ربيع الثانى سنة ٨٦١ هـ (مارس سنة ١٤٥٧).
وهنالك حاول أبو سعيد أن يفتح هراة حيث كان إبراهيم بن علاء الدولة ابن بايسغر قد نجح فى جعل الناس يبايعونه على إمارتها. ومن معالم هذا الحصار (يولية - أغسطس سنة ١٤٥٧ م) قتل كوهر شاد التى اتهمت بأنها كانت تتجسس لصالح إبراهيم، وقد انتهى هذا الحصار بلا نتيجة، وهزم إبراهيم على يد جهان شاه القره قويونلى، فسعى إلى التحالف مع أبى سعيد فى بداية عام ٨٦٢ هـ (شتاء عام ١٤٥٨ - ١٤٥٧ م) وعقدت بينهما معاهدة دفاعية .. وفى نهاية يونية سنة ١٤٥٨ احتل جهانشاه هراة؛ وكان أبو سعيت قد وقف بعساكره على نهر مرغاب ليرقب مجرى الحوادث، فاستغل الشدائد التى كان يواجهها جهانشاه واستولى على هذه المدينة بلا قتال فى نوفمبر سنة ١٤٥٨، وبذلك أصبح سيدا على خراسان التى كان يطمع فيها دائما، وفى جمادى الأولى سنة ٨٦٣ هـ (مارس سنة ١٤٥٩) هزم الأمراء التيموريون الثلاثة: علاء الدولة وإبراهيم بن علاء الدولة وسلطان سنجر فى سرخس.
وقضى عام ١٤٥٩ فى تطهير خراسان، وفى سنة ١٤٦٠ استولى أبو سعيد على مازندران، وفى اعقابه جاء الأمير خليل من سجستان (سيستان) وحاصر هراة (صيف عام ١٤٦٠)، ولما عاد الهدوء إلى سجستان (خريف سنة ١٤٦٠) اضطر أبو سعيد إلى التصدى لفتنة فى ماوراء النهر (شتاء سنة ١٤٦٠). واستغل سلطان حسين هذه الفرصة ليعود إلى احتلال مازندران ويضرب الحصار على هراة (سبتمبر سنة ١٤٦١) ولكن أبا سعيد استرد مازندران فى السنة نفسها.
وامتد سلطان أبى سعيد من حيث النظر إلى ما وراء النهر وتركستان (تخوم كاشغر ودشت قبجاق) وكابلستان، وزابلستان، وخراسان،