مريضا فلم تعدنى يابن آدم" وهو يكمل الأسطر التى جاءت فى سفر متى (الإصحاح ٢٥، الآية ٤١ وما بعدها)(١)
ولم تؤلف الأحاديث القدسية مجموعة مستقلة من مجموعات الحديث بل إن بعض المجموعات قد صنفت بالاعتماد على كتب السنة الستة، والأشيع أنها اعتمدت على غير هذه الكتب. وأكبر مجموعة من الأحاديث القدسية هى "الاتحافات السنية فى الأحاديث القدسية" لمحمد المدنى أو المدينى المتوفى سنة ٨٨١ هـ (١٤٧٦ م) وقد نشرت هذه المجموعة فى حيدر آباد سنة ١٣٢٣ هـ (١٩٠٥ م) وتشتمل ٨٥٨ حديثًا قسمت إلى ثلاث طوائف (١): الأحاديث التى تبدأ بقال
(٢) الأحاديث التى تبدأ بيقول
(٣) الأحاديث المرتبة على أحرف حديث. ولم يذكر الإسناد فى هذه الأحاديث، ولكن لم كانت المجموعة التى أخذ منها كل حديث تذكر، فإن من يشاء يمكن أن يجد الإسناد فيها؛ وقد طبعت فى حلب سنة ١٣٤٦ هـ (١٩٢٧ م) مجموعة من ١٠١ حديث قدسى عنوانها "مشكاة الأنوار" لمحيى الدين ابن العربى المتوفى سنة ٦٣٨ هـ (١٢٤٠ م) هى ومجموعة من أربعين حديثًا قدسيًا جمعها ملا على القارى المتوفى سنة ١٠١٤ هـ (١٦٠٥ م). أما ابن العربى الذى يقسم مجموعة إلى ثلاثة أجزاء، جزئين من ٤٠ حديثًا، وجزء من واحد وعشرين حديثًا، فإنه يذكر الإسناد كاملا فى الجزء الأول، ويذكره أحيانًا فى الثانى, ويذكره عادة فى الثالث. وأما على القارى فإنه يذكر - فحسب - الصحابى الذى اشتهر بأنه سمع الحديث من النبى [- صلى الله عليه وسلم -] وثمة مجموعة أخرى لم تنشر، وقد جمعها عبد الرءوف، وهى مقسمة إلى جزئين (انظر حاجى خليفة طبعة فلوكل، جـ ١، ص ١٥٠)، الجزء الأول يتناول
(١) لقد رددنا على ذلك فى أكثر من موضع من الدائرة، وحسبنا القول بأنه إذا جاء فى الإسلام شئ مما ورد فى الكتب المنزلة الأخرى فإن القرآن جاء مصدقا لما بين يديه من التوراة والإنجيل.