نوروز بذلك يظن أن عدوه ما زال هناك هو وجيشه (النجوم جـ ٦، ص ١٤٧، س ٥ - ٧). وكان جنود المماليك فى معاركهم مع المغول يرتدون فى بعض الأحيان قلانس "سراقوج" ليضللوا عدوهم فلا يعرف من هم. وكذلك كان الجنود الأرمن فى معسكر المغول يضعون على رؤسهم هذا اللباس حتى يحسبهم العدو من المغول (السلوك، جـ ١، ص ٥١١، س ١٠ - ١١، ص ٧٨٣، س ١٤ - ١٥، انظر المصدر نفسه، ترجمة Quatremere، جـ ١/ ١، ص ٢٣٥؛ ابن عبد الظاهر، ورقة ٧٨ ب، س ٧ - ٨؛ Supplement: Dozy s, هذه المادة، Mamluk Costume: L.A. Mayer الفهرس، مادة Saraquj).
نظام الجيش: اضمحل كثيرًا نظام الجيش المملوكى فى عصر الجراكسة بالقياس إلى نظامه فى عصر المماليك البحرية، وانحدر إلى أسفل درك فى العقود الأخيرة من حكم المماليك (انظر عن نظام الجيش وقت السلام Bulletiin of the School of Oriental and African Studies، جـ ١٥، ص ٢١١ - ٢١٣).
وفى عصر المماليك البحرية لم تبد إلا شواهد قليلة على العصيان فيما يتصل بالحملات، وإذا حدث ذلك فإنه كان يعاقب عليه أشد العقاب (انظر مثلا: السلوك، جـ ١، ص ٥٤٤، س ١٣ - ١٥، ابن كثير، جـ ١٤، ص ٢). أما فى عصر المماليك الجراكسة فإن الموقف الذى ساد كان موقفًا مختلفًا عن ذلك كل الاختلاف. فقد أصبح القعود عن الاشتراك فى حملة يزداد كثرة بين المماليك السلطانية، وهم الجماعة العسكرية الوحيدة الجديرة بهذا الإسم فى ذلك العهد. وكان التهديد بأقصى العقاب، وهو الشنق فى الغالب، يمر بلا مبالاة على الإطلاق، بل لقد حدث أن حملة تأديبية بأسرها لم تقدم نفسها لأداء الواجب فيما عدا القواد بالرغم من استدعائها مرارًا وتكرارًا على أن مثل هذه الشواهد على العصيان وقعت بين الحين والحين فى حالة الحملات الصغيرة فقط إلى مصر العليا أو السفلى أو الحجاز وما إلى ذلك (النجوم الزاهرة، جـ ٥، ص ٢٨؛ جـ ٧، ص ٧٥٦، س ٩ - ١٣, ص