وعن سقوطه: عام ٧٦ هـ (٦٩٥ - ٥٩٦)، وعام ٧٧ هـ (٦٩٦ - ٦٩٧ م)، وعام ٧٨ هـ (٦٩٧ - ٦٩٨ م) وعام ٧٩ هـ (٦٩٨ - ٦٩٩ م) وعام ٨٢ هـ (٧٠١ - ٧٠٢ م)، وعام ٨٤ هـ (٧٠٣ - ٧٠٤ م)، وعام ٨٩ هـ (٧٠٧ - ٧٠٨ م) والتاريخ الذى أورده الإخباريون القدامى للأحداث، مثل ابن عبد الحكم وابن قتيبة فى الكتاب المنحول له وأكده ابن عساكر، وهو الأرجح، فهو يتفق مع التسلسل المنطقى للأحداث ويجعل من الممكن تجنب التضارب بينها.
وقد لقى زُهير بن قيس البَّلوى حتفه فى عام ٦٩ هـ (٦٨٨ - ٦٨٩ م) وهو يحارب الروم بعد الجلاء عن إفريقية، ولما كان عبد الملك بن مروان مشغولا بالصراع مع عبد الله ابن الزبير المنتقض عليه، فإنه لم يستطع أن يجد على الفور من يخلف زهيرًا، ولكن ابن الزبير هزم عام ٧٣ هـ (٦٩٢ - ٦٩٣ م) وقُتل، واستُؤنْفت الحرب مع الروم. ولذلك أنفذ حسانَ وقتذاك فيما يرجح، فى جيش قوى لإعادة فتح إفريقية، وبعد الاستيلاء على قرطاجة وتدميرها (أبحر سكانها الى صقلية) طارد الروم وحلفاءهم من البربر الى إقليم بنزرت، وهزمهم مرة أخرى ثم ردّ الروم أولا إلى بجاية (= فاجا Vaga)، حيث مكنوا لأنفسهم، ورد هؤلاء البربر، ثانيا إلى بونة. وتوقّف فى القيروان ثم زحف نحو الكاهنة. وتخطى حصن مَجَّانة، دون أن يحمل عليه وواصل زحفه، ليلقى كارثة محققة على حدود مسكيانة، وطورد مطاردة محمومة حتى قابس، واضْطر إلى الجلاء عن إفريقية، وذهب ينتظر أوامر الخليفة فى قصور حسان، (سميت بهذا الاسم تخليدا لذكراه) على مسيرة أربعة أيام من شرق طرابلس.
وأدى سقوط قرطاجة إلى الشعور بقلق شديد فى القسطنطينية، وأنفذ الإمبراطور ليونتيوس Leontius الذى أطاح بيوستنيانوس الثانى عام ٦٩٥ م، الشريف يوحنا فى أسطول قوى لاسترداد المدينة، بعد جلاء حسان عن إفريقية - بلا شك. وظل حسان فى