الأدب التركى). وهناك عاش عيشة اعتزال حتى وفاته سنة ١٩٤٤, ولم يقطع هذه العيشة إلا رحلة إلى مصر سنة ١٩٣٣ وفترات عارضة قضاها فى أنقرة حيث كان عضوا فى المجلس الوطنى من سنة ١٩٣٦ إلى سنة ١٩٤٣.
وبدأ حسين تجاربه الأولى كاتبًا فى سن الثانية عشرة وشهد أول محاولة له فى الكتابة منشورة وهو فى سن العشرين (بركنج حزن آوازه شكايتى فى جريدة حوادث، عدد ٤٢ نوفمبر سنة ١٨٨٤). ونشر أول قصة قصيرة له" إستانبولده برفرنك" فى هذه الجريدة نفسها بالعدد الصادر فى ٢٩ نوفمبر سنة ١٨٨٩.
وكتب حسين أول رواية له وهى "شق" سنة ١٨٨٦ وأرسل الجزء الأول منها إلى أحمد مدحت إمام الروائيين المشهورين والناشر والصحفى المعروف فى هذا الزمان، واعترف أحمد مدحت فورًا بموهبته ودعاه بخطاب مفتوح أطراه فيه ونشره فى صحيفته "ترجمان حقيقت"، وطلب منه أن يوافيه فى مكتبه وحثه على إتمام روايته ونشرها مسلسلة فى جريدته سنة ١٨٨٧, ثم نشرت فى كتاب سنة ١٨٨٩ وضمه أحمد مدحت إلى محررى "ترجمان حقيقت" وبدأ الكاتب الشاب يملأ أنهار الصحيفة بفيض من مقالاته (ومعظمها فى الحض على الأخلاق) والقصص القصيرة والروايات وأغلبها مترجم عن الفرنسية، عن بول بورجيه وإميل جابوريو، وبول ده كوك وغيرهم. وفى سنة ١٨٩٤ ترك حسين رحمى التحرير فى ترجمان حقيقت" وانضم إلى محررى صحيفة "إقدام" حيث قدر لعدة من رواياته أن تنشر فيها مسلسلة.
ولما نشرت روايته "مربية" سنة ١٨٩٧ فى إقدام تبينت شخصيته الأدبية المتميزة لدى النقاد وتحققت شهرته. والعجيب أن يحدث هذا فى نفس الوقت الذى بلغت فيه حركة "ثروت فنون" الأدبية المتفردة الغالبة