كل الأرقام القياسية المتقدمة. ويذكر أبو الفدا الذى شهد هذا الحصار أن عكا حوصرت بعدد من المجانيق الكبيرة والصغيرة يفوق أى عدد حوصرت به أى مدينة أخرى (أبو الفدا، جـ ٤، ص ٢٤). وتذكر بعض المصادر المملوكية أن عددها كان ٩٢ منجنيقًا، وتقول بعض المصادر الأخرى أنه ٧٢ منجنيقًا (الجزرى، ترجمة Sauvaget, ص ٥؛ ابن الفرات، جـ ٨، ص ٥ - ٦ والحاشية التى في صفحة ٦؛ المنهل، جـ ٣، ورقة ٦٢ ب؛ ابن إياس، جـ ١، ص ١٢٣)؛ ويذكر ابن العبرى أن عدد المنجنيقات التى استخدمها المماليك في حصار عكا كان ٣٠٠ منجانيق، ويذكر صاحب المؤلف المجهول الموسوم - Excidium Ac conis أن عددها كان منجنيقًا (انظر Huuri، ص ١٧٣، حاشية ٣؛ وانظر أيضًا J. Prawer في A History of the Latin Kingdom of Jerusalem (بالعبرية)، طبعة القدس، سنة ١٩٦٣، جـ ٢، ص ٥٢٩) ولا شك في أن هذه أعداد مبالغ فيها إلى حد كبير، ويمكن تفسير ذلك بأنه يمثل رغبة المؤلفين النصارى في تضخيم قوة المسلمين المحاصرين. وفى سنة ٦٧١ هـ (١٢٧٢ - ١٢٧٣ م) توقع بيبرس الأول هجوم الفرنجة بحرًا فحصن ميناء الإسكندرية بمائة منجانيق (الخطط، جـ ١، ص ١٧٥؛ السلوك، جـ ١، ص ٦٠٨). وفى هذا الصدد يجب أن نلاحظ أن المصادر تذكر في أكثر الأحوال عدد المجانيق لدى الجيوش المُحاصره أكثر مما تذكره عند المحصورين. ومن شاء معرفة عدد المجانيق في عمليات الحصار فلينظر أيضًا Huuri، ص ١٦٤ - ١٦٥، ١٧٢ - ١٧٣، وبعض الأعداد المذكورة في هذا المصدر مبالغ فيها بالتأكيد، . أما بالنسبة للمراجع التى تعرضت لاستخدام المجانيق في عصر الصليبيين فانظر المرجع نفسه ص ١٥٦، حاشية (١)
ويندر أن تذكر المصادر المملوكية بعد طرد الصليبيين من الشام وفلسطين عدد المجانيق التى استخدمت في الحصار مع أنها كانت تستخدم بكثرة على أن ثمة دلائل واضحة على أن عددها قد تناقص إلى حد كبير (انظر مثلا، ابن كثير، جـ ١٤، ص