أيضًا Cahen في Traite، ص ١٨ - ١٩) ولم يستخدم المسلمون هذا النوع من آلات الحصار مع الصليبيين إلا في القليل النادر سواء في العصر الأيوبى أو المملوكى. أما صلاح الدين فقد استخدم عددًا من الدبابات في حصاره مدينة الكرك سنة ٥٨٠ هـ ١١٨٤ - ١١٨٥ م؛ RHC. Hist Or جـ ٥، ص ٢٥٤ - ٢٥٥) ودبابة واحدة في حصاره مدينة صور سنة ٥٨٣ هـ (١١٨٧ م) بعد بضعة أشهر من معركة حطين (ابن الأثير، جـ ٩، ص ٣٦٦؛ انظر أيضًا Deschamps، جـ ٢، ص ٦٦ عن حصار مدينة الكرك سنة ١١٨٤ م). واستخدم بيبرس الأول الدبابات في حصاره واستيلائه على قيسارية وأرسوف سنة ٦٦٣ هـ (١٢٦٥ م؛ السلوك، جـ ١، ص ٥٢٦ - ٥٢٧؛ Prawer، جـ ٢، ص ٤٥٠، ٤٥٢). وفى جميع عمليات الحصار الكبيرة للقلاع الصليبية التى تلت حصار قيسارية الذى اختتم به مصير الصليبيين، لم يكد يرد ذكر للدبابة أو البرج بين آلات الحصار التى استخدمها المهاجمون. (وربما توجد في مصادر الفرنجة أمثلة أخرى لاستخدام المسلمين لهذين السلاحين، ولكن المصادر الإسلامية التى تكاد لا تذكر هما فيها دلالات على ضالة شأنهما.
(انظر عن التدابير الوقائية التى اتخذها المسلمون عند فرضهم الحصار على عكا Prawer , جـ ٢، ص ٥٤٢ - ٥٤٧ وعن آلات الحصار الصليبية انظر المصدر نفسه ص ٤٧ - ٥٠). وكان لا بد من انقضاء قرن أو أكثر حتى يعود هذا النوع من آلات الحصار إلى ظهور سريع الزوال.
فقد استخدم تيمورلنك قلعة خشبية أو "برجًا" في الحصار الذى فرضه على دمشق سنة ٨٠٣ هـ (١٤٠٠ م) وقام المدافعون بحرقه، فصنع برجًا آخر فلم يأت بنتيجة أفضل (النجوم، طبعة Popper جـ ٦، ص ٦٥؛ الضوء اللامع، جـ ٢، ص ٤٨) كما صنع السلطان بيبرس برجًا حين فرض الحصار على آمد سنة ٨٣٦ هـ (١٤٣٣ م)، ولكن لم يكن له أثر يذكر (النجوم، طبعة Popper، جـ ٦، ص ٧٠٥). ولم يذكر ابن فضل الله العمرى المتوفى سنة ٩٤٧ هـ (١٣٤٩ م)