ولم تعد زراعة الزعفران التى ذكرها جغرافيو العرب قائمة في هذه البلاد. أما أهم المحاصيل فهى الحبوب والكتان. ولا تزال لهذه البلاد بعض الأهمية الاقتصادية بالنسبة لبخارى وإن كانت دواب الحمل هى وسيلة النقل الوحيدة المستعملة حتى الآن، لأن القوم في هذه البلاد لا يعرفون العربات. وقد تمت أول الاكتشافات الأوروبية لهذه البلاد على يد بعثة حصار الروسية عام ١٨٧٥ (Gissars - Kaja ekspdicija)
الشنتناوى [بارتلد W.Barthold]
+ حصار: قصبة ناحية في ما وراء النهر، وتقوم على خانكة، وهو فرع من نهر كافرنهان، على ارتفاع ٦٧٥ مترا فوق مستوى البحر، في إقليم خصب رطب وخيم يحده نهرا زرفشان وقزيل صو (انظر Cleinof & R. Olzscha: Turkestan هيدلبرغ سنة ١٩٤٢، ص ١٨٧، وانظر صورة للقصبة في أوائل القرن التاسع عشر في Fr. Von Turkestan: Schwartz, فريبورغ سنة ١٩٠٠، ص ٢٣٣).
وكان مكان هذه القصبة أيام الفتح العربى لما وراء النهر في صدر القرن الثانى الهجرى (الثامن الميلادى) يسمى "شومان" ويضم إمارة صغيرة مستقلة، خضعت من بعد حكم جغانيان؛ انظر Turkesten: Barthold ص ٧٤، ١٨٥).
وكان هذا المكان في أوائل العهد الإسلامى قد اشتهر بزراعة الزعفران الذى كان يصدر على نطاق واسع (انظر الإصطخرى؛ ص ٢٩٨ = ابن حوقل ص ٤٧٧؛ المقدسى، ص ٢٨٩). وكان سكانه على رخاء وإن كانوا متمردين يكرهون الحكم الثابت المستقر، وهذا الأمر له بعض الخطورة، ذلك أن شومان ظلت قرونًا الحصن الأخير في وجه أتراك آسية الوسطى (ياقوت، جـ ٣، ص ٣٣٧ = طبعة بيروت سنة ١٩٥٧؛ جـ ٣، ص ٣٧٣، وانظر ياقوت أيضًا: جـ ٣، ص ٨٨؛ جـ ٤، ص ١٩٦). وفى تلك الأيام كانت حصار أصغر من ترمذ وهى وترمذ مجمتع واحد.