جـ ١، ٣، سنة ١٩٦٠ , ص ٣٦٠). ويذكر ابن عبدون فى هذا الصدد (Levi- Provencal: Seville Musulmane باريس سنة ١٩٤٧، ص ٩١) أن حمل الحمّال يجب ألا يزيد على نصف "قفيز" وهو ما يساوى ١١٦ لترًا تقريبًا من الطعام الجاف.
وفى فاس يغلب على الحمالين حمل الحبوب، فى حين أن "الزرزاية" لهم نقابة خاصة ذات تاريخ عريق، وكان لها أيضًا تنظيم خاص. ولا شك أن هذا الاسم منسوب إلى قرى زرزاية (بالبربرية أزرزاى، والجمع أزرزاين، ومنها اشتق المفرد زرزاى فى العربية) ويقال فى رواية محلية إن الحمالين منحوا مزايا خاصًا منذ عهد متقدم يرجع إلى حكم إدريس الثانى، ومن حيث العمل نجد أن البربر الوطنيين من القبيلة نفسها هم الذين تتألف منهم النقابة حتى الآن (انظر Les: M. Lakhder izerzarn ou Portetaix Berberes فى - Hes peris، جـ ١٩، سنة ١٩٣٤, ص ١٩٣ - ١٩٤) ويفصل ليو الإفريقى الكلام عنهم (ترجمة Epulard جـ ١، ص ١٩٣ - ١٩٤) فيقول إن أمينهم يختار كل أسبوع الحمالين الذين يعملون ويظلون تحت أمر الجمهور هذه المدة، وتوضع أجورهم فى رصيد يشتركون فيه جميعًا، ويوزع ما يرصد فيه فى نهاية الأسبوع، وهم يدعمون وحدتهم المستمرة ويتمتعون بمزية الإعفاء من الضرائب ويخبزون رغيف عيشهم مجانًا.
وقد درس له تورنو بآخرة (R. Le Fes avant Le Protectorat: Tourneau, الدار البيضاء سنة ١٩٤٩, الفهرس مادة Poriefaix) تنظيمهم الذى يكاد لم يصبه تعديل منذ ذلك الوقت. فهم ينقسمون إلى عدة جماعات تنتخب أمينها كل ستة أشهر، وهؤلاء الأمناء ينتخبون بدورهم كل سنة واحدة الأمير الأكبر الذى تعترف به الحكومة رئيسًا لنقابتهم. وعددهم يماثل إلى حد كبير عددهم أيام ليو الإفريقى (حوالى ٣٠٠ عضو) وأعضاء النقابة يتغيرون كثيرًا فيحل محلهم غيرهم، وهو السبب فى قصر مدة عمل الأمناء. وكلهم يلبسون