١٩٠٧، ص ٢٥٠). وفي سنة ٥٨٧ هـ (١١٩١ م) حدث أن توقع صلاح الدين نية الفرنجة لاسترداد عكا، فهدم أسوار حيفا وتحصيناتها قبل أن يخليها لهم. وهناك بقيت حيفا في أيدى الفرنجة، وأعاد تحصينها لويس التاسع ملك فرنسا حوالى سنة ١٢٥٠ - ١٢٥١ م. وفي سنة ٦٦٣ هـ (١٢٦٥ م) أخلاها سكانها قبل تقدم بيبرس الذي سوى تحصيناتها بالأرض. ثم استعادها الفرنجة بعد، وأعاد فتحها السلطان المملوكى الأشرف خليل سنة ٦٩٠ هـ (١٢٩١ م)، بعد إعادة فتح عكا.
وقد تأثرت حيفا أيام المماليك بالسياسة العامة التي استهدفت الإبقاء على ساحل فلسطين في حالة دمار وهي احتياط دُبِّر خشية عودة الصليبيين. ويذكر القلقشندى هذا الساحل على اعتبار أنه مجرد خرائب وحسب (صبح الأعشى، جـ ٤، ص ١٥٥ La: Gaudefroy Demombynes - Syrie a L'epoque des Mamelouks باريس سنة ١٩٢٣، ص ١٢٤). ولا تذكر أول سجلات المسح العثماني للفتح حيفا بين الأماكن المأهولة. وفي الوقت نفسه تقريبًا لا يذكر بيرى رئيس في وصفه لساحل فلسطين سوى قلعة خربة (U. description of the coast: Heyd A Trukish of Palestine in the early sixteenth centu - ry في IEJ، جـ ٦: ٤، سنة ١٩٥٦، ص ٢٠٦، ص ٢١٠، ص ٢١٠ - ٢١١). وعلى أية حال، فإنه بحلول سنة ١٠١٩ هـ (١٦١١ م)، نجد وثيقة تركية تتحدث عن تجار الفرنجة الذين "اعتادوا المجئ" إلى ميناء (إسكله) حيفا. وتوقفوا عن المجئ إلى هذا الميناء نتيجة لما يتعرضون له من تحرش، كان يجب من ثم أن يتوقف (U. Heyd: -١٥٥٢ ottoman docment on Palestine ١٦١٥ أكسفورد سنة ١٩٦٠، ص ١٢٩). ويبدو أن حيفا في هذه الفترة كانت جزءًا من ممتلكات أسرة طرباى وفي سنة ١٠٣٢ هـ (١٦٢٣ م) حاصرها فخر الدين الثاني معن، الذي عرض رفع الحصار عنها إذا تعهد أحمد بن طرباى ألا يهاجم منطقة صفد، على أن ابن طرباى فضل أن يدمر حيفا على المخاطرة بسقوطها في أيدى عدوه (أ. بن زفي: إرش يسرائيل ويشوواه بيمه