المصادر العثمانية بعض الأهمية على هذا الاعتراف من قبل شريف مكة، وبذلك تؤكد سلطانه على الحرمين دون أن تشير إلى اللقب، وهذا أمر له مغزاه (انظر مثلا سعد الدين: تاج التواريخ، جـ ٢، ص ٣٧١ - ٣٧٢؛ صولاق زاده: تاريخ، ص ٤٨٠، وعن بعض الوثائق انظر: صلاح الدين تانسل: باوز سلطان سليم، أنقرة سنة ١٩٦٩ ,ص ٢١٥ - ٢١٧) وجاء في رسالة بعث بها السلطان سليمان إلى شريف مكة يعلن فيها السلطان ولايته للعرش، إشارة إلى أبيه السلطان سليم ملقبًا أياه بلقب "خادم بيت الله والحرم فاتح ممالك العرب والعجم" (فريدون، جـ ١، ص ٤٤٨, وانظر Arnold ص ١٥٥). على أن هذا يعد من السلطان سليمان وصفًا تشريفيا أكثر منه لقبًا، وفي وثائق هذا السلطان التي يدخل فيها مكة والمدينة في أملاكه لم يستخدم فيما يبدو لقب خادم. على أن هذا اللقب يظهر على سكة سليمان التي ضربت في بغداد سنة ٩٤٢ هـ (١٥٣٥ - ١٥٣٦ م؛ انظر انتزاع بغداد من الفرس) وفي سنة ٩٨٥ هـ (١٥٥١ م) وسنة ٩٦٠ هـ (١٥٥٣ م؛ انظر خليل أدهم: مسكوكات عثمانية، إستانبول سنة ١٣٣٤ هـ، ص ٢٥٠ - ٢٥٢)، واستمرت الحال على هذا المنوال أحيانا في عهد السلاطين المتأخرين ولكنها لم تكن مطردة الحدوث. ومن ثم فإن اللقب ظهر في ديباجة المعاهدة مع بولندة ضمن ألقاب السلطان الأخرى (Histoire: Hammer. ص ٤٠٧ مستشهدًا بدستور الإنشاء لصارى عبد الله). وكذلك ظهر في توقيع السلطان محمود الأول (ا. ح أوزون جارصيلى: عثمانلى دولتنكك سراى تشكيلاتى، أنقرة سنة ١٩٤٥، ص ٢٩٢ - ٢٩٣) وعاد إلى الظهور في بعض الوثائق الأخرى التي ترجع إلى القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادى) في صيغة مختلفة بعض الاختلاف: "خادم وحاكم مكة والمدينة وبيت المقدس" H.Scheel: Die schreiben der Tuerkischen Suitane and die preussisschen Koenige un der Zeit von ١٧٢١ bis ١٧٧٤ في MSOS جـ ٣٣/ ٢، سنة ١٩٣٠ ,ص ٣٠ , ٣٤ , ٣٧, ٣٩ , ٦٢، ٦٥, ٦٧، ٧٠) وثمة صيغة مشابهة لهذه استعملت في وثائق السلطان سليم الثالث Poleografia Sidip lomatica turcu .Osmana M. Guboglu بوخارست سنة ١٩٥٨ و، ص ٦٠).