خبابا وغيره من المستضعفين، وقد نزلت بعض الآيات من القرآن على النبي [- صلى الله عليه وسلم -] في هذا الخصوص: ويقال إن خبابا كان مقربا من النبي [- صلى الله عليه وسلم -] وسمع من فمه عليه السلام سورا من القرآن، وشهد إسلام عمر حين كان حاضرا في بيت أخت عمر وهي تتلو سورا من القرآن. وترك خباب مكة مهاجرا وسكن المدينة في بيت كلثوم بن هدم، فلما توفي كلثوم انتقل إلى بيت سعد بن عبادة، وتدخله بعض المصادر في زمرة أصحاب الصفّة.
وآخى النبي عليه السلام بينه وبين جبر بن عتيق، وشهد خباب بدرا وعهد إليه توزيع الغنائم، وتضيف الروايات في الغالب أنه شهد سائر غزوات النبي ومع ذلك فإنه لم يذكر في ثبت المقاتلين في خبر هذه الغزوات.
وليس بين أيدينا تفصيلات عن تقلبات حياته في خلافتى أبي بكر وعمر، ومنحه عثمان ملك صعنبى أو إستينيا في جوار الكوفة واستقر في هذه المدينة، وتزعم رواية شيعية أنه شهد وقعة صفين والنهروان، وتذكر بعض المصادر الشيعية أنه وقع وثيقة التحكيم في صفين.
وتوفي خباب سنة ٣٧ هـ أو (٣٩) في سن الثالثة والستين (أو ٧٣) في بحبوحة من العيش، فقد خلف حوالي ٤٠.٠٠٠ دينار نقدًا، وأسف قبل موته لأنه جمع هذه الثروة، فقد خشى أن يكون قد ضيع جزاءه في الآخرة بنوال جزائه في الدنيا، وأمر خباب بأن يدفن خارج الكوفه مخالفا بذلك سنة دفن الموتى في بيوتهم، ويقال إن عليا صلى عليه حين رجع من يوم صفين، وروي خباب ٣٢ حديثا للرسول [- صلى الله عليه وسلم -] سجلت في كتب الحديث الصحاح، كما روت ابنته بعض الأحاديث عن الرسول [- صلى الله عليه وسلم -] وقتل الخوارج ابنا له أشنع قتلة.
المصادر:
(١) ابن هشام: السيرة النبوية طبعة القاهرة سنة ١٣٥٥ هـ (١٩٣٦ م) جـ ١، ص ٢٧١ - ٣٦٨ - ٣٧٠ - , ٣٨٣، جـ ٢، ص ٣٣٧.
(٢) ابن سعد: الطبقات، بيروت سنة ١٣٧٧ هـ (١٦٥٧ م) جـ ٣ , ص ١٦٤ - ١٦٧، جـ ٥، ص ٢٤٥.
(٣) الواقدى: المغازي "تحقيق M.Jones" لندن سنة ١٩٦٦ ,جـ ١، ص ١٠٠, ١٥٥.