الذي له خصائص مشتركة مع أتنبشتم وطاهي الإسكندر وغيرهما.
ويجب أن ندخل في حسابنا أشياء أخرى. ففي الشروح العربية للاسم لا يعد الخضر متصلا بالبحر، ولكنه يعد متصلا بالمملكة النباتية:"إنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز تحته خضراء"(النووى على صحيح مسلم جـ ٥، ص ١٣٥؛ انظر الطبرى: تفسير جـ ٥، ص ١٦٨) ويضيف النووى "الفروة هي الأرض اليابسة". أما الديار بكري (جـ ١، ص ١٠٦)، فهو أكثر تحديدا إذ يقول "الفروة وجه الأرض إذا أنبتت واخضرت بعد أن كانت جرداء" ويقول عمارة إن الخضر خوطب عند نهر الحياة: أنت الخضر وكلما مست قدماك الأرض اخضرت (فريد لاندر: المصدر المذكور ص ١٤٥) وهو كلما وقف أو صلى تخضر الأرض (النووى: المصدر المذكور؛ الرازى: مفاتيح الغيب جـ ٤، ص ٣٣٦).
وتذكرنا هذه الأقوال (وبخاصة الأخيرة منها) بقول للرب في العهد القديم: "هو ذا الرجل الغصن اسمه، ومن مكانه ينبت. ."(سفر زكريا، إصحاح ٦، آية ١٢) والحق أن الخضر يتعلق بشخصيتين مسيحيتين: أولاهما إيليا والثانية المسيح. ويؤلف هؤلاء الثلاثة مع إدريس الأربعة الذين لم يذوقوا طعم الموت (تاريخ الخميس جـ ١، ص ١٠٧).
ويعود سبب الخلاف في صفة الخضر إلى الآراء المختلفة حول طبيعته، فإن عد نبيا (انظر الإصابة، ص ٨٨٢ وما بعدها) بقى الخلاف في اعتباره من الرسل (النووى: المصدر المذكور، ص ١٣٥) وكان إلى هذا كله إنسيًا ملكيًا أرضيًا سماويًا (الطبرى طبعه ده غوى، جـ ١، ص ٥٤٤، ٧٩٨) ويسلكه الأتقياء والمتصوفة في عداد الأولياء وثمة قول صوفي: أن لكل عصر خضره، كما يعد الخضر اليوم نقيب الأولياء ويدعوه الناس بصفته وليًا ثلاث مرات فيحميهم من السرق والحرق والغرق والسلطان والشيطان