عام ١٣١٥ مر به وقت عصيب بسبب الضائقة المالية التى حالت دون دفع أعطيات الجند. ولم يدخر أعداؤه بعد وفاة أولجايتو وسعا فى سبيل القضاء على رشيد الدين. فصرف عن منصبه الرفيع فى أكتوبر عام ١٣١٧، كما أن وفاة راعية الأمير سرنج (فى يناير. سنة ١٣١٨) حرمه من آخر سند له، فأعدم آخر الأمر هو وابنه الصغير خواجه إبرهيم ذلك أنه أتهم ظلما بأنه
دس السم لمولاه السابق أولجايتو (١٨ يولية سنة ١٣١٧) ومثل بجثمانه أشنع تمثيل كما هدم ونهب "الربع الرشيدى" مفخرته. ومع ذلك أفلح ولده الأكبر غياث الدين فى أن يحتفظ بمنصب رفيع حتى بعد وفاة والده، إلا أنه حكم عليه أيضا بالإعدام عام
١٣٣٦. ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل إن جثمان رشيد لم يترك ليثوى فى قبره آمنا، ذلك أن ميرانشاه المجنون (١٤٠٤ - ١٤٠٧) ولد تيمور جاء بعد ثمانين عاما فأمر بنبش قبر رشيد وأخرج عظامه ودفنها فى مدافن اليهود (١٣٩٩ م).
وترجع شهرة رشيد كما أسلفنا إلى تاريخه الخالد "جامع التواريخ، وهو تاريخ للمغول بدأ يكتبه بتكليف من غازان خان، ومن ثم يعرف أحيانا باسم "تاريخ غازانى". ثم أمر أولجايتو بإتمام هذا الكتاب وأن يُوفَى بتاريخ عام للعالم الإسلامى ويلحق به ذيل
جغرافى. وكان الكتاب، وفقا لخطته الأصلية، يتألف من جزءين رئيسيين:(١) تاريخ المغول (٢) تاريخ عام وذيل.
غير أنه أتخذ الصورة التالية بعد أن تم فى عام. ١٣١٠ - ٣١١.
المجلد الأول:
١ - تاريخ القبائل التركية والمغولية، أقسامها ونسبها وأساطيرها.