المدورة) كما مد القنوات المعلقة من الوديان. وجاء بعد الزيادية، بنو نجاح المماليك الأحباش من عام ٤١٢ إلى عام ٥٥٤ هـ (١٠٢١ - ١١٥٩ م). وظلت هاتان الأسرتان تحت السيادة العباسية، وكانتا من أهل السنة، أما القصبة ذاتها فكانت فى أيدى الشيعة فترة من الزمن. وفى نهاية القرن الثالث أحرق على بن الفضل القرمطى هذه المدينة، ثم استولى عليها عبد اللَّه بن قحطان من بنى يعفور ردحا من الزمن حوالى عام ٣٧٩ هـ (٩٨٩ م) واعترف عبد اللَّه بالخلافة الفاطمية كما فعل السليحى الذى هبط من النجاد، وعارض حكم بنى نجاح فى زبيد خلال الجزء الأكبر من السنوات من ٥٤٢ إلى ٤٨١ هـ (١٠٦٠ - ١٠٨٨ م) على أنهما لم يخلفا بنى نجاح فى الحكم. وقد حدث بعد الفترة التى ظهر فيها المهدية الخوارج أن أرسل صلاح الدين الأيوبى الوريث المصرى للفاطميين أخاه تورانشاه إلى هناك فى بداية عام ٥٧٠ هـ (١١٧٠ م) فقتل عبد النبى المهدى. ولما قتل إسماعيل بن طغتكين ثالث ولاة الأيوبيين على اليمن بيد جنوده الأكراد فى زبيد ٥٨٩ هـ (١٢٠١ م) -وكان طغتكين يتوق إلى أن يصبح خليفة مستقلا بأمر نفسه- انتقل الحكم فعلا إلى أيدى الأتابكة، وظل فى حوزتهم إلى أن أسس عمر ولد على بن رسول الوالى الأيوبى على مكة السلطنة الرسولية عام ٦٢٦ هـ (١٢٢٩ م). وجاءت عقب هؤلاء الطاهرية عام ٨٥٨ هـ (١٤٥٤ م) وكانوا يزعمون أنهم من سلالة الخليفة الأموى عمر بن عبد العزيز. واحتل أبو نُمَى محمد شريف مكة، زبيدًا فترة من الزمن (٩٢٢ هـ = ١٥١٦ م) ثم احتلها من بعده العساكر غير النظامية إبان القتال بين المماليك المصريين والعثمانيين، ثم نصب العثمانيون على زبيد ولاة من قبلهم من عام ٩٤٣ إلى ١٠٤٥ هـ (١٥٣٦ - ١٦٣٥ م) وقد استطاع الزيدية، وكانوا الأسرة اليمنية الوحيدة التى بقيت بعد زوال الأسر السابقة جميعًا والتى حاولت أن توطد أقدامها من قبل فى تهامة، أن يجلوا الترك عن الشاطئ أيضا. وأصبح الزيدية مرة أخرى بعد الاحتلال العثمانى (١٢٨٩ - ١٣٣٨ هـ = ١٨٧٢