لرعمة كوشيًا؛ بيد أنه جاء فى سفر التكوين، الإصحاح العاشر، الآية ٢٨ (سفر الأخبار الأول، الإصحاح الأول الآية ٢٢) أنه ابن يقطان وفى سفر التكوين الإصحاح ٢٥ الآية ٣ (سفر الأخبار الأول، الإصحاح الأول، الآية ٣٢) أنه ابن يُقْشان بن إبراهيم؛ على أن هذه الإشارات لا تنصب على ثلاثة أقوام مختلفين اسم كل منهم شبا، ذلك أن قوما لهم هذه الصلات التجارية الواسعة لا شك قد تزاوجوا كثيرًا هم وجيرانهم الذين ينزلون سواحل البحر أو طرق القوافل أو المحطات، ومن ثم كان من اليسير أن يصنفوا تصنيفا تتجلى فيه أنساب مختلفة (انظر تعليق دلمان Dillmann على سفر التكوين، الإصحاح ١٠، الآية ٧)؛ ويرى البعض أن سبا ترادف فى الأصل شبا، وإنما تغير النطق بالكلمة تبعا للهجات تمييزًا لهؤلاء القوم عن بنى سبأ الإفريقيين (انظر مثلا كريمر Die sudarabische Sage: V. Kremer، ليبسك ١٨٦٦، ص ١١٠ وما بعدها؛ مولر D.H. Muller فى الطبعة العاشرة من: Hebr. Worterb Gesenius).
واشتقاق الاسم سبأ غير محقق (وخير من بذلوا جهدا فى تفسيره هم كريمر Kremer وهومل Hommel ومولر D.H.Muller وكليزر Glaser، وانظر أيضا عن النقاط الأخرى بحثى المسهب لهذا الموضوع فى Pauly-Wissowa-Kroll: Realenzycl. der Klass, Altertumswiss تحت كلمة Saba، المشار إليه فيما يلى بالحرفين R.E، العمود ١٤٩٩).
ويتبين من الكتاب المقدس أن بنى سبأ كانوا يزودون الشام ومصر بالطيب وخاصة اللبان الذكر، كما كانوا يصدرون إليهما الذهب والأحجار الكريمة (انظر المزامير؛ الإصحاح ٧٢، الآية ١٥؛ سفر حزقيال، الإصحاح ٢٧، الآية ٢٢؛ سفر أشعيا، الإصحاح ٦٠، الآية ٦ سفر أرميا، الإصحاح ٦، الآية ٢٠)، وتؤيد الروايات اليونانية والرومانية ذلك؛ أما المواضع الأخرى من الكتاب المقدس التى تصف بنى سبأ بأنهم تجار أثرياء، وهى سمتهم البارزة فى وصف الكتاب المقدس، فتجدها فى سفر حزقيال، الإصحاح ٣٨، الآية ١٣؛ والمزامير، الإصحاح ٧٢، الآية ١٠؛