للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ونحن لا نعرف على التحقيق متى دخلت هذه الكلمة فى العربية، وفى أى وقت اتخذ المسلمون السروال لباسا. على أنه لا شك فى أن المسلمين قد عرفوا السروال فى أيام الإسلام الأولى، أى إبان فتح فارس على أكثر تقدير. والغالب على الحديث أنه يرجع السروال إلى النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-]، بل يذهب إلى أن الأنبياء الذين جاءوا قبل محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] كانوا يلبسونه. فقد ورد فى حديث أن أول من لبس السروال النبى إبراهيم، عليه السلام وهو لذلك أول من يلبس لباسًا يوم القيامة (١).

وفى حديث آخر أن موسى عليه السلام كان يلبس سراويل من الصوف يوم كلمة اللَّه سبحانه تعالى (٢). وروى فى حديث عن النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] أنه اشترى سراويل من بائعى الأصواف ولكن ليس من الثابت أنه ارتداه فعلا (٣) وقد أجاب مرة على سؤال سائل سأله "وإنك لتلبس السراويل؟ قال: أجل، فى السفر والحضر، وفى الليل والنهار فإنى أمرت بالستر، فلم أر شيئا أستر منه" (٤).

وفى حديث آخر امتدح لبس السروال قائلا: "تسرولوا وائتزروا وخالفوا أهل الكتاب (٥). على أن ثمة


(١) الخبر أن أول من لبس السراويل إبراهيم -لا أعرفه. ولم أجده فيما بين يدى من المراجع. أحمد محمد شاكر
(٢) حديث أن موسى كان يلبس "سروايل صوف يوم كلمة ربه" الترمذى (جـ ٣، ص ٤٨ من شرحه تحفة الأحوذى طبعة الهند). وجزم الترمذى بأنه حديث ضعيف، لأن أحد رجال إسناده، وهو "حميد بن على الأعرج" -منكر الحديث. فهو حديث ضعيف جدًا. أحمد محمد شاكر
(٣) حديث أن رسول اللَّه [-صلى اللَّه عليه وسلم-] "اشترى سراويل": ورد من رواية "سويد بن قيس". أخرجه أحمد وأبو داود والترمذى وابن ماجة وابن حبان فى صحيحه. وكذلك روى الإمام أحمد من حديث "مالك بن عميرة الأسدى" أن رسول اللَّه [-صلى اللَّه عليه وسلم-] اشترى منه "سراويل". وقد استنبط بعض العلماء من ذلك أنه [-صلى اللَّه عليه وسلم-] لبسها، لأنه لم يكن ليشتريها عبثا دون استعمالها، وإن كان غالب لبسه الأزار. وقال ابن القيم: "وقد روى فى غير حديث: أنه لبس السراويل وكانوا يلبسون السراويلات بإذنه". انظر فتح البارى (جـ ١٠ س ٢٣١). وزاد المعاد (جـ ١، س ٧٢). أحمد محمد شاكر
(٤) هذا حديث ضعيف جدًا، بل هون أحد رواته، وهو يوسف بن زياد البصرى -منكر الحديث، مشهور بالأباطيل. انظر فتح البارى (جـ ١٠ س ٢٣١) ومجمع الزوائد (جـ ٥، ص ١٢١، ١٢٢) ولسان الميزان (جـ ٦، ص ٣٢١). أحمد محمد شاكر
(٥) هذا الكلام لا أدرى ما أصله، ولا أعرف من أين جاء به كاتب المقال. ولم أجده فى شئ من المراجع. أحمد محمد شاكر