الرسمى يتبعه غالبا صفة مثل الأعظم والعادل. . . إلخ. (أورد كدرنكتون O.Codrington ثبتا كاملا فى A Manual of Musalman Numismatics بهذه الصفات، لندن سنة ١٩٠٤ - س ٨١ - ٨٢) وأسبغ سلاطين مصر خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر أعظم ما يمكن من البهاء والسناء على لقب سلطان، وتبعهم فى ذلك سلاطين آل عثمان.
وهكذا أصبح السلاطين حكاما يعترف الناس جميعا بسلطانهم المطلق مما جعل بعض المؤرخين ينصبون أنفسهم لوضع نظريات يبررون بها وجود مثل هؤلاء الحكام الذين لم يكن لهم وجود فى نظرة القدماء للخلافة الإسلامية وهذه النظريات قديمة قدم الماوردى (الذى كتب مؤلفاته فى عهد البويهيين) والذى لم يكن يفهم بعد من السلطان شيئا آخر سوى السلطة الحكومية كما يستدل من عنوان كتابه "الأحكام السلطانية". ويقول الماوردى (طبعة Enger، بون سنة ١٨٥٣، ص ٣٠ - ٣١) إن الخليفة قد يظل فى منصبه وإن سيطر عليه أحد أتباعه بشرط أن تكون أفعال هذا التابع متفقة وأحكام الدين. وقد فعل ذلك العتبى الذى استشهد بالحديث الذى يقول إن السلطان هو ظل اللَّه فى الأرض (انظر ما سبق) والأرجح أنه فعله ليبرر مركز محمود الغزنوى المستقل الذى كان يلقبه على الدوام بلقب السلطان. على أن هذه الإشارة ربما كانت أقرب إلى اللعب بالألفاظ منها إلى النظرية الفقهية. وهناك ثمة آراء للغزالى يُنزل فيها مرتبة "سلاطين زمانه" (Stritschrift des Gazali gegen die Batininjja-Sekte: Goldziher ليدن سنة ١٩١٦، ص ٩٣). ولم توضع نظرية محددة فى هذا الشأن إلا فى عهد سلاطين المماليك بمصر، وقد وصفها خليل الظاهرى (زبدة كشف الممالك، طبعة Ravaisse, ص ٨٩ - ٩٠). وكان المماليك يطلقون على أنفسهم فى نقوشهم لقب "سلطان الإسلام والمسلمين" (انظر Inschrifen our Syrien, Meso. Potamien und Kleinasien: van Rerchem) ثم إننا نجد فى هذا العهد نفسه تقريبا أن ابن عربشاه يقول فى كلامه عن سيرة السلطان جقمق (مجلة الجمعية الآسيوية الملكية سنة