تم فى ٧ مارس سنة ١٥٧٢، على أن تسلم قبرس وأن تعد بدفع تعويض حربى لتركية. واستمر القتال مع أسبانيا، واحتل الأسبان تونس فى سنة ١٥٧٢، ولكنهم طردوا منها مرة أخرى فى سبتمبر سنة ١٥٧٤ على يد قوجه سنان باشا؛ وفى أثناء هذه الفترة نفسها (١٥٧٢ - ١٥٧٤) قامت بعض الاضطرابات مع يولنده بسبب مدعى العرش إيفونيا، فقد ظاهر الترك أول الأمر إيفونيا هذا، ولكنه منى بالهزيمة آخر الأمر فقتلوه هم أنفسهم فى يونية سنة ١٥٧٤، وتجدد الصلح مع النمسا فى نوفمبر سنة ١٥٧٤ بالرغم من الاضطرابات التى ثارت على الحدود ودسائس المدعين لعرش ترانسفاليا.
وتوفى سليم فى ليلة ١٢/ ١٣ ديسمبر سنة ١٥٧٤ (٢٧/ ٢٨ شعبان سنة ٩٨٢) على إثر حادث وقع فى القصر، وكان أول سلطان من بنى عثمان يقضى حياته فى السراى حيث كانت السلطانة نور بانو صاحبة الكلمة العليا فيه. وقد أطلق على سليم لشغفه بالخمر اسم "مست [أى الثمل] سلطان سليم"، وانتشر فى عهده الانغماس فى الشهوات، واستشرت الرشوة والفساد اللذان بدءا فى عهد رستم باشا فى جميع طبقات المجتمع، إلا أن التقاليد التى سادت عهد سليمان استطاعت أن تحفظ الدولة فى أوج مجدها بفضل توجيه بعض الرجال القادرين مثل صوقوللى وأبو السعود؛ قد نفذ "قانوننامه" الذى صدر فى عهد سليمان القانونى، وثبتت شرعيته بفتوى من المفتى، وخاصة فى كل ما يتصل بالتصرف فى ملكية الأرض والإقطاعات (انظر ملىّ تتبعلر مجموعه سى ١٣٣١ هـ, جـ ١ رقمى ١، ٢).
وأشهر عمائر سليم الثانى مسجد السليمية فى أدرنة الذى شيده المهندس المعمارى سنان ما بين سنة ١٥٦٧ وسنة ١٥٧٤ (تجد وصفًا مفصّلا له فى جـ ٣ من سياحتنامه لأوليا جلبى)، وقد شيد هذا المهندس بعض العمائر وأجرى بعض الإصلاحات المختلفة الأخرى فى أدرنه ونفارينو ومكة (انظر