للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هزم. وفى عام ١٢٠٨ هـ (١٧٩٣ - ١٧٩٤) ثارت الجبالة، وهى القبائل التى كانت تقطن الكتلة الجبلية التى إلى الشمال الغربى (الأخماس، وبنو يدير، وبنو جرفط، وغزاوة. . إلخ) بتحريض "طالب" يدعى محمد بن عبد السلام زيطان الخمس. وحلت الهزيمة بالخمسى فى الالتقاء الأول بين الفريقين، وقضت جنود مولاى سليمان قضاء تامًا على الثوار، وأسرت زيطان، ثم أطلقت سراحه وعين شيخًا للقبيلة، وأصبح من أقوى المؤيدين للحكومة.

وكان مولاى هشام صاحب الغلبة دائمًا فى حوز مراكش حيث تبعته قبائل دكّالة، وعَبْدة، وأحمر، والشياظمة، وحاحة، والرحامنة. غير أن الخلاف سرعان ما دب بين هذه القبائل، فاستغل مولاى سليمان هذه الفرصة، وبدأ بالهجوم على فريق من الشاوية وهزمه. وأرسل إليه الرحامنة فى عام ١٢١٠ هـ (١٧٩٥/ ١٧٩٦). وفدًا دعاه إلى المسير إلى مراكش فشن الغارة وعلى الشاوية وقطع دابرهم، ثم أغار على بلاد دكّالة واستولى على أزّمور سنة ١٢١١ هـ (١٧٩٦/ ١٧٩٧ م) ثم وجه همه إلى مراكش وما إن اقترب منها حتى ذر مولاى هشام إلى جبال أطلس.

واحتل مولاى سليمان قصبة الجنوب، وبسط سلطانه على قبائل الحوز، والدير والسوس وحاحة وعلى مدينة مغادر. وبعد ذلك بقليل خضع عبد الرحمن بن ناصر "قائد" عبدة للسلطان، وكان من أخلص أتباع مولاى هشام، وسرعان ما حذا حذوه مولاى هشام بعد أن أصبح وحيد، بلا نصير. وغدا مولاى سليمان من ثم صاحب السلطان المطلق على مراكش جميعًا لا ينازعه فيها أحد.

وما إن توطد سلطان مولاى سليمان حتى قام بعدة حملات ثانوية لتأمين حدود دولته؛ وكان الترك فى بلاد الجزائر قد استولوا على وجدة، وبسطوا سلطانهم على القبائل المجاورة لهذه المدينة. فأرسل مولاى سليمان فى عام ١٢١١ هـ (١٧٩٦/ ١٧٩٧) جنوده فأعادوا فتح هذه البلاد دون أن يلقوا فى ذلك صعوبة.

وكانت ثمة حملة على السوس فى عام ١٢١٣ هـ (١٧٩٨ - ١٧٩٩ م)