للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يقول على بك (Travels جـ ٢، ص ٣٠) ضاربة إلى الملوحة، وكانت المياه تحمل إليها أيضًا (حوالى ثمانية أميال) من عيون موسى التى اشتهر أمرها فى القصص (ابن الوردى: Perles des Merveilles فى Notices et Extraits des manuscrits de la Bibliothe que du Roi، جـ ٢، ص ٣١). ويذكر على بك أن ماء هذه العيون يخرج منها كريه الرائحة لا يستساغ مذاقه، على أنه قد حفرت بعد ذلك قناة من المياه العذبة سنة ١٨٦٣ ما بين القاهرة والسويس.

واضمحلت السويس مرة أخرى فى مستهل القرن التاسع عشر (على بك، المصدر السابق، جـ ٢، ص ٢٩). ثم عادت إلى الازدهار عندما اففتح طريق البريد ما بين إنجلترا والهند سنة ١٨٢٧ وازدادت ازدهارًا بعد حفر قناة السويس.

ونجد فى كتاب وصف مصر (Desc de,L'gypte, جـ ١، ص ٨٧) اشتقاقا للاسم سويس. ويذكر ياقوت نقلا عن المهلبى أن حجر المغناطيس يوجد بالقرب من السويس، "وهو حجر يجذب الحديد، وإذا دلك ذلك الحجر بالثوم بطل عمله، فإذا غسل بالخلّ عاد إلى حاله".

وكانت توجد فى وقت من الأوقات قناة قديمة تسمى أمنيس ترايانى Amnis Trajani تربط بين النيل والبحر الأحمر، وهذه القناة أقدم بكثير من العهد الرومانى. وكان طرف من أطرافها ينتهى عند بحر القلزم. وقد أعاد عمرو بن العاص شق هذا الطريق المائى القديم لييسر شحن الحبوب إلى الحرمين مباشرة (The Arab Conquest of Egypt: Butler ص ٣٤٥ وما بعدها). وسرعان ما انسدت هذه القناة مرة أخرى ثم ردت إلى حالها فى عهد المهدى (المتوفى عام ٧٨٠ م). واستولى حسن القرمطى على السويس سنة ٩٧١ هـ. وكانت تجارة جزائر الهند الشرقية تمر بهذه المدينة إبان العصور الوسطى. وتقطع القوافل المسافة بين الفرما (Pelusium) والسويس فى أربعة أيام وبين السويس والقاهرة فى ثلاثة أيام (انظر Edrisii Africa: J. M. Har ص ٤٤٩، ياقوت: المعجم، مادة السويس).