صدقة على كل حال، ولأن الرسول صلى اللَّه عليه وسلم لم يخصص فى تحريمه الصدقة بما كان مفروضًا منها دون صدقة التطوع أو النافلة.
(٦) أطال الكاتب فيما لأهل البيت من المزية والفضل بسبب نسبهم الشريف، وأن أحدًا منهم لن يعذب لأنه سيغفر لهم كل ما قد يقترفونه من الذنوب، وأن نسبهم ينفعهم يوم القيامة؛ وأنه لذلك يجب علينا حبهم واحترامهم وكذلك سائر الأشراف، إلى آخر ما قال فى هذه الناحية، وهو فى كل ما ذكره يرجع إلى كتب إسلامية ليس من السهل استقصاء ما جاء فيها مما اعتمد عليه.
ونحن نؤمن تماما أن لآل البيت النبوى من المكانة والفضل عند اللَّه ما لا يعلمه إلا هو وحده، ونؤمن أيضًا مع هذا بقوله صلى اللَّه عليه وسلم:"كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبى وصهرى"، كما رواه الحافظ ابن عساكر عن ابن عمر رضى اللَّه عنهما؛ وبقوله أيضًا:"إن الأنساب تنقطع يوم القيامة إلا نسبى وسببى وصهرى" على ما رواه الإمام أحمد عن المسور بن مخرمة.
ولكننا مع هذا وذاك نؤمن كذلك بقوله صلى اللَّه عليه وسلم:"من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه"، وبقوله لابنته رضى اللَّه عنها:"يا فاطمة بنت محمد، اعملى فإنى لن أغنى عنك من اللَّه شيئًا"، وكذلك قال لبنى هاشم ومن إليهم من ذوى القربى ثم قال للجميع:"لا يأتينى الناس بأعمالهم وتأتونى بأنسابكم"؛ وهذا ما يتفق مع ما جاء فى القرآن الكريم فى كثير من الآيات من أن كل إنسان سيسأل عما عمل ولا يغنى عنه غيره شيئًا.
ومع ذلك فإن فرضًا على كل مسلم أن يعرف لآل البيت النبوى ما لهم من منزلة توجب علينا احترامهم وإجلالهم، وتجعلنا نؤمن بأنهم أولى بالقبول والغفران من اللَّه من غيرهم، واللَّه -كما جاء فى القرآن نفسه- يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، وهذا كله فضلًا عن أنهم أبعد الناس عن الذنوب والآثام.
هذا، وقد أشار الكاتب فى تضاعيف كلامه الذى استوجب هذا التعليق إلى