ولد الششترى فى شوذر قرب وادى آش حوالى سنة ٦٠٠ هـ (١٢٠٣ م) وتوفى بالطينة قرب دمياط فى ١٧ صفر سنة ٦٦٨ هـ (١٦ من أكتوبر سنة ١٢٦٩ م). وقد درس الششترى أول ما درس على ابن سراقة الشاطبى الذى شرح له عوارف المعارف للسهروردى البغدادى. والظاهر أنه كان فى هذه الفترة قد انضم إلى الطريقة المدينية. ثم أقام فى الرباط وفى مكناسة (ويقول عنها فى زجله:
شويخ من أرض مكناس ... وسط الأسواق يغنى
أش عليّا من الناس ... وأش على الناس منى)
ثم فى فارس. ورحل من بعد إلى الشرق. وفى سنة ٦٥٠ هـ (١٢٥٢ م) كان فى دمشق مع شاعر مشهور هو نجم بن إسرائيل المتوفى سنة ٦٧٦ هـ (١٢٧٧ م)، وكان من أتباع مذهب الرفاعية الحريرية "الديوان"، وهو مخطوط محفوظ فى آيا صوفيا بالآستانة تحت رقم ١٦٤٤). واستقر آخر الأمر فى مكة سنة ٦٥١ هـ (١٢٥٣ م)؛ ولقى فيها ابن سبعين الذى كان ذائع الصيت ولما يجاوز الثامنة والثلاثين، ومع أن الششترى كان يكبره سنا فقد أصبح تلميذه وتلقى منه الخرقة السبعينية (ونعلم عنها نقلا عن ابن تيمية أن الذكر فيها كان "ليس إلا اللَّه" وإن كان من بين أسانيدها الحلاج). واضطهد ابن سبعين ووضع تحت رقابة الشرطة فتولى الششترى مكانه على رأس "المتجردين" وجاء معه إلى مصر، قبل أن يموت، بنحو أربعمائة من الأتباع منهم أبو يعقوب ابن مبشر، ناسك باب زويلة (بالقاهرة)
وقد ذكر المقرى خمسة كتب بالنثر كتبها الششترى، على أنه لم تبق لنا منها إلا الرسالة البغدادية عن الفقر (الإسكوريال، مخطوط، رقم ١٦٨, الورقة ٧٥ (أ) - ٧٨ (ب)) وإذا كان اسمه لا يزال مذكورًا فإنما الفضل فى ذلك إلى الديوان أو مجموعة الموشحات التى نظمها باللغة العربية الدارجة. وهى قصائد قصيرة فيها لذع وجدة كل الجدة، وسرعان ما صنعت لها الألحان كما يقول ابن عباد الرندى. ولا تزال