كلفة ليرينى إياها فقد كان الربان يخشى أن يفارقه الكتاب إذ هو خليق بدونه أن يتعرض لخطر جسيم من غير شك فى عودته من رحلته (Note on the Nautical Instruments of the Arabs فى مجلة الجمعية الأسيوية البنغالية J.A.S.B سنة ١٨٣٦، جـ ٢، ص ٧٨٨) ومن البين أنه يشير هنا إلى كتاب يشبه المخطوطين رقم ٢٢٩٢ ورقم ٢٥٥٩ مع بعض لوحات إضافية تبين الآلات المستخدمة فى الملاحة وكذلك بعض الخرائط، بل لعله كان نسخة من المخطوط رقم ٢٢٩٢ ومن ثم كان اسمه كتاب ماجد".
ويقول برتون R.F.Burton فى كتابه Eirst Footsteps in East Africa or an Exploration of Harar (لندن سنة ١٨٥٦، ص ٣ - ٤) "إنه فى يوم الأحد الموافق ٢٩ أكتوبر سنة ١٨٥٤ أعلن أنه قد تمت جميع الاستعدادات المختلفة وبارك صديقى س رحلتنا. وفى نحو الساعة الرابعة مساء أقلعنا من مالا بندر Maala Bunder) ذلك الجزء من ميناء عدن المخصص لمراكب الوطنيين) وأخرجنا ملابسنا الخفيفة، وأبحرنا هابطين الميناء المتلظى من الحرارة وعندما مررنا بسفينة الحراسة سلمنا جواز المرور. وقبل أن ندخل فى عرض البحر كررنا تلاوة الفاتحة تمجيدا للشيخ ماجد (كذا) مخترع البوصلة البحرية، وكانت السفينة ترقص بنا عند المساء فوق سطح البحر اللامع الصافى، ويضيف برتون فى تعليق له. قائلا: "ولسوف يكون من الأمور العجيبة أن يكف المشارقة عن نسج القصص حول أصل اختراع مثل الدائرة أو البوصلة. ويقال إن الشيخ ماجد كان وليا من أهل الشام رزقه اللَّه القدرة على النظر فى الأرض كأنها كرة فى يده ويتفق معظم المسلمين على نسبة هذا الأصل للدائرة، ولا يزال كل ملاح تقى يقرأ الفاتحة تمجيدا لهذا الرجل الورع، وتدعو جميع الدلائل إلى الاعتقاد بأن الشيخ ماجد كان وليا من أهل الشام، غير أن المعلم ابن ماجد قد وجد له مكانا بين سير الأولياء المسلمين للخدمات الجُلى التى أدتها كتبه للملاحين هنذ القرن الخامس عشر، وهذا الأمر واضح، كما أن هناك حالات كثيرة معروفة من هذا القبيل.