للاسم الواحد، كما هو المعروف؛ فلا يترك التمييز بين صيغتين مختلفتين بهذه السهولة! !
وفوق ذلك كله أن الباحثين فى الفروق قد عرضوا فعلا للتمييز بين شاهد وشهيد، وإليك بيان هذه الاعتبارات الثلاثة فى التمييز الواضح بين اللفظتين:
١ - اختلاف الصيغة: تقول فيه اللغة ما ورد فى اللسان - مادة ش هـ د:"الشهيد الحاضر، وفعيل من أبنية المبالغة فى فاعل".
وإلى جانب هذا ما تقرره الصناعة الصرفية من: أن هذه الصفات وإن كانت المشبهة باسم الفاعل، فبينهما تباين، وطريقهما مختلف؛ وذلك أن حسنا مأخوذ هن فعل ماض وأمر مستقر، ومع ذلك فإذا أضفته إلى معموله لا يتعرف، وإن كان ما أضيفت إليه معرفة، وتصف به النكرة، . . . وليس كذلك اسم الفاعل. . . الخ" - راجع ابن يعيش على المفصل. جـ ٦: ٨٢ وهذا واضح فى التفريق بين صيغتى شاهد وشهيد؛ وننظر إلى الاعتبار الثانى، وهو:
٢ - الاستعمال: فنرى أن الاستعمال اللغوى قد جعل "شهيدا" اسما من أسماء اللَّه، ولم يجعل شاهدا من هذه الأسماء؛ والتسمية بهذا دون ذاك تفريق واضح، لا نتوسع بالتعرض له هنا. . . وننظر إلى الاعتبار الثالث، وهو نص فى التفريق: وهو:
٣ - القول فى الفرق بين شاهد وشهيد: فنرى أحد رجال القوم المستشرقين أنفسهم يشارك فى ذلك، وهو الأب هنريكوس لامنس اليسوعى فى كتابه "فرائد اللغة فى الفروق"، ينقل عن فروق الجزائرى، فى هذا ما عبارته "الشاهد: هو بمعنى الحدوث، والشهيد بمعنى الثبوت، فإنه إذا تحمل الشهادة فهو شاهد، باعتبار حدوث تحمله، فإذا ثبت تحمله لها زمانين أو أكثر فهو شهيد" جـ ١: ٢٩ أ - من الفرائد المذكورة. . . وكاتب مادة شهيد أولى بعلم صاحبه هذا. . .
وإذا تميز الفرق بين الكلمتين فى اللغة لم يبق مجال لشك فى أن هذا