الأمر هو أنه كان فيهم مرجوًا قبل أن يزعجهم بدعوته (سورة هود، الآية ٦٢)، وإذا كان هذا الجديد يستند إلى حادثة تقابله، فإن ذلك يكون زيادة هامة فى تاريخ محمد [عليه الصلاة والسلام]. ثم تأتى بعد ذلك قصة النبى صالح عليه السلام، فقد جاءت ثمود بينة من ربهم ناقة (سورة الأعراف، الآية ٧٣) ورجاهم صالح أن يذروها تأكل فى أرض اللَّه ولا يمسوها بسوء ولها شِرْب ولهم شِرْب يوم معلوم (سورة الأعراف، الآية ٧٣؛ سورة الشعراء، الآية ١٥٥؛ سورة القمر، الآية ٢٨). ولكنهم عقروها (سورة الأعراف، الآية ٧٧؛ سورة هود، الآية ٦٥؛ سورة الشعراء، الآية ١٥٧) بيد شقى من أشقيائهم (سورة الشمس، الآية ١٢؛ سورة القمر، الآية ٢٩)، وسألوا صالحًا ساخرين أن يأتيهم بما توعدهم من عذاب (سورة الأعراف، الآية ٧٧) فقال لهم تمتعوا فى داركم ثلاثة أيام (سورة هود؛ الآية ٦٥) فأخذتهم الرجفة فى قول الآية ٧٨ من سورة الأعراف (انظر أيضا سورة القمر، الآية ٣١، وسورة الحاقة، الآية ٥) وأصبحوا فى ديارهم جاثمين. وقد تناولت القصص الإسلامية عن الأنبياء فى هذه المعالم المختصرة بشئ من التفصيل.
والحق أن ثمود خلفاء عاد، فى قول الآية ٧٤ من سورة الأعراف، كانوا قبيلة عربية قديمة عرفناها أيضا من مصادر أخرى. وما من شك فى أن البيوت التى نحتتها ثمود من الصخر (سورة الفجر، الآية ٩؛ سورة الأعراف، الآية ٧٤؛ سورة الشعراء، الآية ١٤٩) وذكرت كثيرا فى النصوص، والتى لا تزال أطلالها قائمة (سورة العنكبوت، الآية ٣٨) هى قبور تضم بقايا عظام آدمية نحتت من صخور العلا، وقد حمل ذلك فيليب بيركر Philippe Berger على القول بفرض آخر، هو أن كلمة "كفرا، (أى قبر) التى وردت فى النقوش هناك ربما كانت قد فسرت بأنها الكفر بمعنى عدم الإيمان. ولكننا لا نستطيع أن نتحقق اسم صالح وقصة الناقة. ومما يستلفت النظر بالإضافة إلى ذلك أن قصتى صالح وهود تناقضان الدعوة المألوفة التى أتى