ذكرت فى العهد الحميرى إذا كان الاسم المذكور فى نقش كليزر (Gleaner رقم ٢٤٢, سطر ١٣) يشير إلى صنعاء. وسوف يكون تاريخ هذا النقش راجعا إلى منتصف القرن الأول الميلادى إذا استطعنا أن نثبت أن ملك سبأ وذى ريدان المذكور فى السطر الثالث، وهو إليشرح يحضب الذى أحرز انتصارا عند صنعو أو على صنعو، هو عين إليسر Elisar الوارد فى periplus maris Ervthraei، الفصل ٢٦ (انظر Die Abessinier in Arabien und Africa: E Glaser سنة ١٨٩٥ , ص ١١٧؛ Der islamische orient: M.Hartmann، سنة ١٩٠٩, جـ ٢، ص ١٥٠ وما بعدها).
ولا يزال لدى الأساطير والأشعار ما تقوله مستوحية أطاول حصن غمدان. لقد كان سام هو الذى شيد المدينة والحصن وكان اسمهما القديم هو أزال. ولما كان من المحتمل أن يكون هذا الاسم الأخير إنما أخذه اليهود والمسلمون من سفو التكوين (الإصحاح العاشر، الآية ٢٧) فى تاريخ متأخر، فإن القول بأن صنعاء هى أوزال الواردة فى التوراة أمر غير محقق شأنه شأن قول شبرنكر Sprenger (Die alte Geographie Arabiens سنة ١٨٧٥, فقرة رقم ٢٩٤) بأن صنعاء هى Menambis basileion التى ذكرها بطلميوس (Geogr, الكتاب السادس، الفصل السابع، الفقرة رقم ٣٨) أو ما أكده كليزر Glaser (المصدر المذكور، ص ١٢٢ و Skizze d. Gesch. u Geogr. Arabiens، جـ ٢ سنة ١٨٩٠. ص ٣١٠, ٤٢٧) من أن الاسم القديم كان تفيد وأن الاسم الحالى قد استقى من إقليم مأرب.
ولم تستقر شهرة صنعاء بتلك المكانة الممتازة التى احتلتها وذلك الشأن الهام، الذى بلغته حتى الوقت الحاضر فى اليمن العليا وفى اليمن بأسرها مع استثناء بعض فترات متقطعة، إلا منذ الفتح الحبشى وتورط اليمن فى النزاع الذى نشب بين رومة وفارس على سيادة العالم. ولا سبيل لنا إلا إيجاز القول عن بعض أحداث هذه القرون الأربعة التى تمثل فيها تاريخ اليمن فى قصة هذه المدينة الفريدة.