للعلويين مصاعب جمة. وفى سنة ٢٣٣ هـ (٨٤٨ - ٨ م) أو ٢٣٤ هـ (٨٤٨ - ٩ م) سُعى به عند المتوكل، وقيل: إن فى منزله سلاحًا وكتبا وغيرها من شيعته، وأوهموه أنه يطلب الأمر لنفسه، فوجه يحيى بن هرثمة بن أعين إلى المدينة ليأتى به إلى سامراء (الطبرى، جـ ٣، ص ١٣٧٩؛ والنوبختى، ص ٧٧؛ والنجوم الزاهرة، جـ ٢، ص ٢٧١). ويبدو أن الخليفة أعظمه، ومع أنه ظل مراقبا، إلا أن أحدًا لم يزعجه. وقد حظى بتقدير كبير لورعه وتواضعه، وبقى فى سامراء حتى وفاته التى وقعت فى جمادى الآخرة أو فى رجب سنة ٢٥٤ هـ (يونيه - يوليه سنة ٨٦٨ م). ونسبته العسكرى مشتقة من عسكر سامراء. وقد دفن فى بيته بتلك المدينة. وفى التراث الشيعى أن الخليفة قد دس له السم (انظر المسعودى، مروج الذهب، جـ ٨، ص ٣٨٣، الذى يظهر أنه يعلم هذه القصة بالفعل)، ولكن كتاب "مقاتل الطالبيين" لا يدرجه بقائمة الشهداء العلويين. وكان "بابه" محمد بن عثمان العمرى (المتوفى سنة ٣٠٤ أو ٣٠٥ هـ = ٩١٦ - ٩١٧ م) والذى كان أبو عثمان بن سعيد "بابًا، ووكيلًا" للإمامين الثامن والتاسع (المجلسى، ص ١٥٠، حيث توجد قائمة بأسماء "ثقاته، ووكلائه"، وانظر كذلك الاسترابادى، مناهج المقال، طهران سنة ١٣٠٦ هـ، ص ٣٠٥). واعترف الشيعة الاثنا عشرية بابنه الحسن الذى يسمى العسكرى أيضا على أنه الإمام الحادى عشر. وقد اعتقدت جماعة شيعية أخرى أن ابنه محمد الذى مات قبله، كان هو الإمام المختفى (النوبختى، ص ٧٨ - ٩، ٨٣). وربما كان محمد بن نصير النميرى - الذى ارتبط بهذه الجماعة، ونسب إلى على النقى مكانة مقدسة، وزعم أنه "بابه"، وملهمه - هو مؤسس النصيرية (انظر النوبختى، ص ٧٨؛ والأشعرى، مقالات، جـ ١، ص ١٥؛ والكشِّى، رجال، ص ٣٢٣, وانظر النصيرى، مجموع العائد، تحقيق R.Strothmann فى Der Islum سنة ١٩٤٦، والفهرس مادة: أبو الحسن على العسكرى).