فى القرن ٣ هـ/ ٩ م فى الآثار العباسية فى كل من مدينتى سامرا والرقة ثم لم يلبث أن انتقل هذا التاج، مع عناصر أخرى كثيرة، إلى العمارة الطولونية فى أواخر القرن ٣ هـ/ ٩ م ثم استمر ظهوره فى مصر خلال عصرى المماليك البرجية [الصواب البحرية أى الدولة المملوكية الأولى ٦٤٨ - ٧٨٤ هـ/ ١٢٥٠ - ١٣٨٢ م] والجراكسة [أى الدولة المملوكية الثانية وهى التى تعرف أيضا بالبرجية ٧٨٤ - ٩٢٣ هـ/ ١٣٨٢ - ١٥١٧ م]
كذلك صممت قواعد الأعمدة على نفس الشكل [أى الشكل الكأسى أو الناقوسى] إلا أنه وضع عكسيا [أى مقلوبا] وقد وجدت هذه التيجان ذات الشكل الكأسى أيضا فى بلاد فارس حيث لا يسمح الآجر والبلاطات المستخدمة فى العمائر هناك إلا بوجود عدد قليل من الأعمدة الحقيقية، وتتوج هذه التيجان الأعمدة المقلدة الصغيرة فى المحاريب الخزفية، ويبدو أن التصميم العام للمجموعة الثانية من تيجان الأعمدة إنما هو صورة مبسطة من التيجان الكورنثية حيث تم تقليل عدد النقوش البارزة الكثيرة التى تميز هذه التيجان الكورنثية، وقد تنوعت هذه التيجان تنوعا محليا كبيرًا وانتشرت بصفة خاصة فى الغرب الإسلامى.
وتوجد فى القيروان [بتونس] من القرن ٣ هـ/ ٩ م تيجان صغيرة على غرار النماذج القبطية ذات الأوراق الأربع الملساء المتصلة من أسفل والمقوسة لأعلى عند نقطة مثل الخطاف، ومنها اشتقت فى نفس المنطقة التيجان الفاطمية خلال القرنين ٤ - ٥ هـ/ ١٠ - ١١ م والتى تتميز بالتصميمات النباتية المتتابعة التى تعلو أبدانًا ذات زخارف حلزونية أو نقوش كتابية على شكل لفائف [حلزونات]. وأيضا التيجان التونسية من القرن ٧ هـ/ ١٣ م فصاعدا.
وترجع إلى نفس هذه الفترة تقريبًا الآثار الأموية فى أسبانيا وقد زينت بتيجان تعد نسخة من النموذجين الكلاسيكيين وهما: الكورنثى والمركب، وهو إما مستدير كما هو الحال فى