الدين يؤكدون أن الذبيح (١) كان إسماعيل وليس إسحاق، وهم يدعمون هذا الرأى بأقوال عبد الله بن عمر وابن عباس والشعبى ومجاهد وغيرهم.
ويروى أيضًا أن عمر بن عبد العزيز سأل يهوديًا أسلم عن هذا الخلاف، فأجابه: إن الذبيح هو إسماعيل وإن اليهود تعلم ذلك ولكنهم يحسدونكم ويدعون أن الذبيح كان إسحاق. هذا ويعتبر إسماعيل أبا العرب الذين كانوا فى شمال الجزيرة.
ويذهب علماء الأنساب عند العرب إلى أن العرب ينقسمون ثلاثة أقسام: العرب البائدة، والعرب العاربة، والعرب المستعربة. ويقولون إن إسماعيل هو جد العرب المستعربة وهم يرجعون بنسبهم إلى عدنان. وهناك اختلافات فى إيراد سلسلة النسب التى تربط عدنان بإسماعيل، على أنها تتفق أحيانًا مع ما ورد فى سفر التكوين، الإصحاح الخامس والعشرين.
المصادر:
(١) تفاسير الآيات القرآنية الواردة فى صلب المادة.
(٢) تاريخ الطبرى، جـ ١، ص ٢٧٥ وما بعدها وانظر الفهرس أيضًا.
(٤) مطهر بن طاهر: البدء والتاريخ، جـ ٣، طبعة باريس سنة ١٩٠٣ م، ص ٦٠ - ٦٥.
(٥) الثعلبى: قصص الأنبياء، طبعة القاهرة سنة ١٢٩٠ هـ، ص ٦٩ وما بعدها ٨٨ - ٩٠.
(١) القول الراجح عن أئمة الإسلام وعلمائه أن الذبيح هو إسماعيل؛ لأنه هو أول ولد بشر به إبراهيم وهو أكبر من إسحق، وقد أمر إبراهيم بذبح "وحيده" وفى بعض روايات أهل الكتاب "بكره" وهذا لا يصدق إلا على إسماعيل، لأن إسحق ولد بعد إسماعيل بأكثر من عشر سنين. قال الإمام الحافظ ابن كثير فى تفسيره (جـ ٧، ص ١٤٦): "وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن الذبيح هو إسحاق، وحكى ذلك عن طائفة من السلف حتى نقل عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أيضاً. وليس ذلك فى كتاب ولا سنة، وما أظن ذلك تلقى إلا عن أحبار أهل الكتاب. وأخذ ذلك مسلماً من غير حجة، وهذا كتاب الله شاهد ومرشد إلى أنه إسماعيل. فإنه ذكر البشارة بغلام حليم وذكر أنه الذبيح، ثمَّ قال بعد ذلك (وبشرناه بإسحق نبياً من الصالحين) ولما بشرت الملائكة إبراهيم بإسحق قالوا (إنا نبشرك بغلام عليم) وقال تعالى (فبشرناه بإسحق ومن وراء إسحاق يعقوب) أى يولد له فى حياتهما ولد يسمى يعقوب فيكون من ذريته عقب ونسل. ولا يجوز بعد هذا أن يؤمر بذبحه وهو صغير، لأن الله تعالى قد وعدهما بأنه سيعقب ويكون له نسل. فكيف يمكن بعد هذا أن يؤمر بذبحه صغيراً؟ وإسماعيل وصف ها هنا بالحليم لأنه مناسب لهذا المقام. "أهـ".