المارونية والذى مات بها سنة ١٧٤٥ م، ويعقوب الدبسى أحد كبار المؤلفين فى علم البلاغة، والعالم المسلم الشهير الشيخ سليمان النحوى الحلبى. وكان فرحات إلى جانب إلمامه باللغات الشرقية من سريانية وعربية قد درس فى صدر شبابه اللغتين اللاتينيية والايطالية. ولما انخرط فى سلك الرهبان سنة ١٦٩٣ وتسمى باسم جبرائيل سافر إلى القدس ثم استقر أخيرا فى لبنان حيث جلس عند قدمى البطرك المارونى الذائع الصيت اصطفان الدويهى (١٦٣٠ - ١٧٠٤ م) ثم رُسِّم قسيسا عام ١٦٩٧ م وصار رئيس دير ثم حدثت اضطرابات فى عامى ١٧١١ و ١٧١٢ م رحل بعدها إلى روما رحلة كان لها أبعد الأثر فى نفسه (راجع ديوانه ص ٨٧, ١٣١, ١٤٦, ٤٩٤) ثم سافر إلى أسبانيا فصقلته كما يعترف هو بذلك فى الديوان (ص ٢٢٠, ٤٠٤) ومضى منها إلى مالطة، راجع الديوان ص ٢٢٠, ٤٠٤) صار رئيس أساقفة "حلب" منذ سنة ١٧٢٥ جمع مجموعة من الخطيات لا تزال موجودة (انظر جورجى زيدان تاريخ آداب اللغة العربية، ص ١٣٥)، كما جمع حوله طائفة من الشعراء والأدباء وعندما نطالع ديوانه نجد فيه أسماء أصدقائه الذين كان منهم نقولا الصائغ اليونانى الأصل (راجع الديوان ص ١٥٠) وانظر شيخوفى كل من مجلة المشرق ١٩٠٣، ص ٩٧ - ١١١ وكتالوج المؤلفين النصرانية العرب منذ ظهور الإسلام، ص ١٣١، وكتاب شعراء النصرانية بعد الإسلام لكراتشكوفسكى ٥٠٣ - ٥١١,) كما نطالع أنه كان من أصدقاء فرحات كل من مكرديج الكسيح الأرمنى المولد وعبد اللَّه زاخر (١٦٨٠ - ١٧٤٨)(انظر الديوان ٢٣٩, ٤٦٦) الذى صرف همته فى حماسة متقدة للطباعة ونجح فى هذا المضمار (راجع الديوان ١٥٨، والكتالوج ١٠٨ - ١٠٩) والياس بن الفخر المتوفى حوالى سنة ١٧٤٠ م (انظر الديوان ٢١٤, والكتالوج ٣٩ - ٤٠) غيرهم.
لقد أدرك فرحات -باعتباره عالما لغويا- أن الحاجة ماسة إلى أن يقرب إلى مواطنيه المراجع التى تسهل عليهم دراسة العربية فانكب على وضع