والقوافى فالمعروف أن لفرحات رسالتين صغيرتين إحداهما "التذكرة فى القوافى"(وقد طبعت مع الديوان (ص ١٣ - ٢٢) والأخرى رسالة "الفوائد فى العروض الكتالوج ١٦١). ولم تقتصر شهرة فرحات على أنه أديب بل تعدتها إلى أنه شاعر، ولقد قام هو بذاته فجمع ما نظمه فى ديوان سماه "التذكرة" وطبع باسم الديوان ثلاث مرات (بيروت ١٨٥٠، ١٨٦٦ - ١٨٩٤ م) وعلق عليه سعيد الشرتونى وقد قوبلت هذه النسخة على ثلاث خطيات. أما فيما يتعلق بالطبعة الأخيرة منه فراجع litterarishe zeutraboltt ١٨٩٥ م.
على أن هذه المجموعة لا تتضمن جميع أعمال فرحات الشعرية، بل إن له منظومات أخرى غيرها طبعت على حدة ولم يتضمنها الديوان (راجع على سبيل المثال شيخو: شعراء النصرانية ٤٦٣ - ٤٦٨, والمشرق (١٩٠٤) ٧/ ٢٨٨، و ١٩٢٦) ٢٤/ ٣٩٧, وعمله هذا مفيد من وجهة النظر الأوربية فى أنه يكشف عن محاولة تطبيق أشكال الشعر العربى على بعض الأفكار المسيحية فقد انشد قصائد المديح فى السيدة مريم العذراء، وجعل خمريات فى القربان المقدس الخ. . .، ولاشك أن فرحات لم يكن أول من نهج هذا النهج فلدينا فى مطلع القرن الثامن الهجرى (الرابع عشر الميلادى) ديوان شعر لواحد اسمه سليمان الغزى (انظر شيخو: الشعراء ٤٠٤ - ٤٢٤) جعله كله وقفا على نفس الموضوعات الدينية ولكن يكاد الناس يكونون قد نسوه ونسوا مؤلفاته ولم يترك مدرسة له. ونلاحظ غلبة الروح المسيحية فى ديوان فرحات يتضمن كثيرا من الملامح التى تشير إلى تأثره بابن الرومى وابن الفارض والسهروردى وتقليد لقصيدة ابن سينا الشهيرة عن "النفس" إلى غير ذلك كما نلاحظ تغلب الطابع التقليدى على أشعاره، ولكنه استعمل أيضا نماذج مخالفة للموشح والتخميس، وقد احتفلوا فى حلب سنة ١٩٣٢ بمرور مائتى عام على ذكراه، وأقاموا له بعد عامين من تلك السنة ومن ذلك الاحتفال نصبا تذكاريا فى قصر الأسقفية المارونية (المشرق ١٩٣١ م) ٢٩/ ٩٤٦,