وفى ١٩٧٨ وقعت مصر وإسرائيل اتفاقية للسلام عرفت باسم اتفاقيات كامب دافيد لأنها جرت فى ذلك المكان بوساطة من الرئيس الأمريكى جيمى كارتر، وبدأت إسرائيل الانسحاب التدريجى من سيناء، ثم اكتمل ذلك الانسحاب فى عام ١٩٨٢, وكانت الاتفاقية تنص على منح الحكم الذاتى للفلسطينيين المقيمين فى الضفة الغربية وغزة، على مدى خمس سنوات، وكان المقرر فى هذه الاتفاقية أيضًا تمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم بأنفسهم، ولكن لكك الأحكام الواردة فى الاتفاقية لم يكتب لها التنفيذ. ونفذ صبر الفلسطينيين المقيمين فى ظل الاحتلال، فهَبّ الجميع كبارًا وصغارًا فى وجه السلطات الإسرائيلية فيما يعرف بالانتفاضة عام ١٩٨٧، واضطرت إسرائيل إلى الاعتراف بحق الفلسطينيين فى الحكم الذاتى، وبدأت محادثات جديدة مع القادة العرب، أدت إلى توقيع اتفاقية تعترف فيها إسرائيل بأن منظمة التحرير الفلسطينية هى الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى بقيادة ياسر عرفات عام ١٩٩٣ م ومن ثم وقعت إسرائيل مع المنظمة اتفاقية تتضمن خطة جديدة لمنح الحكم الذاتى للفلسطينيين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من الضفة الغربية وقطاع غزة، وفى مايو ١٩٩٤ انسحبت القوات الإسرائيلية من مدينة أريحا بالضفة الغربية ومن معظم أراضى قطاع غزة. ولكن تنفيذ بقية البنود الواردة فى الاتفاقية قد تعثر، مما جعل الموقف يتأرجح بين التشدد والتصالح بين الجانبين، ولكن إنشاء السلطة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات كان بشيرًا ببداية حصول أبناء فلسطين على الحكم الذاتى، وتتويجًا لجهود القادة العرب، وخصوصًا الرئيس المصرى حسنى مبارك، فى العمل على إيجاد تسوية نهائية للقضية الفلسطينية ومع نهايات القرن العشرين بدأت تلوح بوادر الحل السلمى بسبب تركيز أنظار العالم خصوصًا فى عام ١٩٩٨ على قضية فلسطين. د. محمد عنانى