كل ما قاله الطبرى بأنه غير صحيح بالمرة. وبعد فإن أفول نجم قتيبة فى سنة ٩٦ هـ/ ٧١٥ م كان نتيجة حتمية لانتقال الحكم من الوليد إلى سليمان من جهة ووفاة راعية الحجاج من جهة أخرى فضلًا عن تغير الأهواء الذى كان من نتيجته أن فقدت العناصر القيسية فى بلدان الخلافة ما كانت تتمتع به من رضى الحكام.
وكان قتيبة يقود إحدى حملاته إلى فرغانه عندما علم بنبأ وفاة الخليفة الوليد بن عبد الملك، وبالرغم من أن الخليفة الجديد [أى سليمان بن عبد الملك] قد أقره فى ولايته إلا أنه (أى قتيبة) قد خشى من التغير الكبير فى الاتجاهات ولذلك أعلن تمرده على سلطة الخليفة وأيده فى ذلك أفراد عائلته وقبيلته باهله وحراسه من الرماة الإيرانيين فحسب، أما أغلبية العرب فقد عصوه فيما أقدم عليه من مخالفته الخليفة ورفضوا مساندته وحذت حذوهم فى ذلك القوات الإيرانية من الموالى بقيادة حيان النبطى وقد كان واحدًا من أخلص معاونى قتيبة السابقين.
وعلى ضوء ذلك قام جنود بقتله هو والعديد من أفراد عائلته فى ذى الحجة ٩٦ هـ/ أغسطس ٧١٥ م أو فى الخريف فى مستهل سنة ٧١٦ م على حد قول بعض المصادر الأخرى.
وقد استتبت الأمور فى الشرق عقب وفاة قتيبة لوكيع بن أبى سود التميمى.
وقد ترتب على وفاة قتيبة حدوث نوع من الجمود لعدة عقود فضلًا عن تراجع الفتوحات العربية فيما وراء نهر جيحون كما تمكن الصُّغْد وحلفاؤهم الأتراك من تعبئة قواتهم للقيام بهجمات مضادة.
ومما لاشك فيه أن قتيبة يعد أحد أبطال عصر الفتوحات العربية وقد أورد الطبرى مآثره البطولية، ولكن الهالة التى أحاطته كانت مصدرًا للتضارب حول الأحداث المتعلقة بوفاته.
وقد ظلت ذرية قتيبة متمتعة بنفوذها طوال الفترة الأخيرة من