للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و"الكتاب" و"السورة" و"السور" بل أيضًا "الذكر" و"المثانى" و"الحكمة" وغير ذلك. فلكل مصطلح منها حدوده ومعناه الأساسى فى القرآن الكريم، وإن كان استخدام هذه المصطلحات فى السياقات العادية يقترب أحيانا من الاستخدام القرآنى لها.

فالمعنى الأساسى لمصطلح (آية) مثله مثل المصطلح العبرى أوث oth والسريانى آثا atha يعنى علاقة بمعنى الرمز لحقيقة غير ظاهرة أو الدليل أو البرهان، أما عن اشتقاقها فغير مؤكد، وربما كان من الطبيعى أن تكون من الجذر (أوه) الشبيه بالكلمة العبرية "آواه" awah لكن هذا الجذر غير موجود فى اللغة العربية، وقد وردت (آية) و (آيات) فى القرآن الكريم حوالى ٤٠٠ مرة للدلالة على الظاهرات الطبيعية التى تؤكد سلطان اللَّه وعظمته وللدلالة على فقرة من القرآن (آيات القرآن الكريم) وفى بعض السياقات تشير إلى المعجزات والبراهين التى تؤيد الحق، وفى المرحلة المكية المتأخرة. وربما أيضًا فى بواكير المرحلة المدنية اتخذت الآية والآيات معنى الرسالة المنزلة (الرسالة الموحى بها) (*).

أما كلمة كتاب فهى تعنى -حرفيا- ما تعنيه الكلمة الانجليزية Book. وقد وردت فى القرآن بصيغة المفرد ٢٥٥ مرة وبصيغة الجمع ست مرّات، وهذه الكلمة -من بين أصعب الكلمات من حيث تفسيرها ومعرفة دلالتها. فهى أحيانا تعنى خطابا وقد وردت فى القرآن الكريم بهذا المعنى مرة واحدة


(*) أشار الكاتب بما يوحى أن كلمة آية غير عربية وأنها عبرية أو سريانية أو محوّرة عن كلمة عبرية أو سريانية والواقع أن المعاجم العربية أوردت الكمة فى مادة [أيا] وذكر عنها ابن منظور فى لسان العرب الآية العلامة وزنها فَعَلة فى قول الخليل وذهب غيره إلى أن أصلها آية فعلة فقلبت الياء ألفًا لانفتاح ما قبلها وهذا قلب شاذ كما قلبوها فى حارى وطائى، إلا أن ذلك قليل غير مقيس عليه، والجمع آيات وآى، وآياء جمع نادر قال:
لم يبْق هذا الدّهر من آيائه ... غير أثافيه وأرْمدَائه
وأصل "آية" أُوَيْه بفتح الواو، وموضع العين واو، والنسبة إليه أوَوى، وقيل أصلها فاعلة فذهبت منها اللام أو العين تخفيفا، ولو جاءت تامة لكانت آية. وقوله عز وجل {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ} قال الزجاج: معناه نريهم الآيات الدالة على التوحيد، وفى الآفاق أى فى آثار من مضى قبلهم من خلق اللَّه عز وجل فى كل البلاد وفى أنفسهم من أنهم كانوا نطفا ثم علقا. .. وَتَأَيَا الشئ تغمد آيته أى شخصة الخ.
المترجم