كان هناك دعم قوى لقراءات أخرى فى المراكز الحضرية الخمس الآنف ذكرها، وبين الحين والحين جرى حديث العلماء عن القراءات العشر بل والقراءات الأربع عشرة، ومن بين هذه القراءات تحظى قراءة أبى جعفر (المتوفى ١٣٠ هـ/ ٧٤٧ م) وقراءة يعقوب الحَضْرمى (المتوفى ٢٠٥ هـ/ ٨٢٠ م) وقراءة خلف (المتوفى ٢٢٩ هـ/ ٨٤٣ م) وتسمَّى هذه القراءات، "القراءات الثلاث بعد السبع" ومن بين القراءات التى تسمى "القراءات الأربع بعد العشر" تستحق قراءتان منها التنويه وهى قراءة الحسن البصرى (المتوفى ١١٠ هـ/ ٧٢٨ م) وقراءة الأعمش الكوفى (المتوفى ١٤٨ هـ/ ٧٦٥ م)، وبالنسبة لكل قراءة من القراءات العشر توجد اختلافات بسيطة فى روايتها أصبحت -أى هذه الاختلافات- مقبولة طوال جيل أو جيلين بعد ذلك، مثال ذلك رواية ورش (المتوفى ١٩٧ هـ/ ٨١٢ م) وقالون (المتوفى ٢٢٠ هـ/ ٨٣٥ م) عن نافع، وكرواية حفص (المتوفى ١٩٠ هـ/ ٨٠٥ م) وشعبة (المتوفى ١٩٤ هـ/ ٨٠٩ م) عن عاصم، ورواية خلف وخلاد (المتوفى ٢٢٠ هـ/ ٨٣٥ م) عن حمزة، ويمكن مراجعة القوائم الكاملة ومناقشة تطور القراءات فى تاريخ القرآن لنولدكة ومقدمة لدراسة القرآن لبلاشير وقد أشرنا إلى هذين المرجعين مرارا آنفا.
وخلال القرن الخامس للهجرة/ الحادى عشر للميلاد بدأت القراءات السبع تسود وظهرت كتب كثيرة عنها مثل كتاب التيسير للدانى (المتوفى ٤٤٤ هـ/ ١٠٥٣ م) الذى حل محل كتاب مجاهد، وتم الالتزام بالقراءات السبع خاصة فى القراءات الجهرية العامة ولم يعد يتعرض للقراءات الأخرى غير مفسرى القرآن الكريم وعلماء اللغة والنحو. . . إلخ. وحافظ القراء على تراث القراءة واستمر الاهتمام -على الأقل فى مجال الدراسة- بدراسة القراءات الثلاث بعد العشر، وتم تنقيح كل القراءات العشر،